أطلقت الشرطة العسكرية حملة واسعة لتنفيذ أوامر التجنيد في الجيش الإسرائيلي، بسبب النقص الحاد في القوى البشرية واستمرار القتال في غزة، بحيث يخطط الجيش لفرض تنفيذ الأوامر وفرض العقوبات بشدة على من لم يمتثل لها، "سواء في الأوساط الحريدية أو لكافة الملزمين بأداء الخدمة".
هذا ومن المتوقع أن تصل الشرطة العسكرية إلى منازل المطلوبين للخدمة العسكرية، بحيث أنه يتوقع أن تقوم الشرطة العسكرية بالتوجه إلى عشرات من الحريديم لمطالبتهم إما بالامتثال للأوامر أو بزجهم في السجن.
وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن مسؤول بارز لم تذكر اسمه بقوله: "إذا تم بالفعل اعتقال عشرات أو مئات من طلاب المدارس الدينية كما يبدو الآن، فهذه ستكون الأيام الأخيرة لهذه الحكومة".
كما وعبّر مسؤولون في حزب "يهدوت هتوراة" عن غضبهم قائلين: "رئيس الأركان قرر إسقاط الحكومة". ووفقا لوسائل إعلام، فقد أشارت إلى أنه "في مراكز الاتصال التي تقدم إرشادات للحريديم حول كيفية التهرب من التجنيد، بدأت التحذيرات بهذا الشأن بشكل فعلي".
الحملة بأوامر مباشرة من رئيس الأركان
الحملة تنفذ بتوجيه من رئيس الأركان إيال زامير وتقودها الشرطة العسكرية، وتهدف إلى تنفيذ أوامر استدعاء التي تُرسل لمن لم يحضر إلى مكاتب التجنيد بعد استلامه الأوامر للتجنسد الأول والثاني والثالث، وبعد انتهاء الإنذارات المسبقة من الجيش. وينص الأمر على وجوب التحاق الشخص بيوم التجنيد في التاريخ المحدد، وفي حال عدم حضوره، يُصدر بحقه أمر اعتقال ومنع من السفر إلى الخارج، مع إمكانية فرض مزيد من العقوبات.
وفي مراكز الاتصال التي تديرها منظمات احتجاجية حريدية ضد التجنيد، بدأت الاستعدادات لاحتمال دخول قوات من الشرطة العسكرية إلى قلب المدن الحريدية. ففي الخط الهاتفي التابع لمجموعة يقودها الحاخام تسفي فريدمان، تم بث نداء تحذيري قال فيه: "علينا أن نكون مستعدين لحالة وصول الخاطفين. خلال الساعات الأخيرة، انتشرت شائعات عن استعدادات مكثفة من الشرطة العسكرية لتنفيذ اعتقالات في المناطق الحريدية. على الجمهور المقدس أن يكون على أهبة الاستعداد لتلقي تنبيه هاتفي من نظام الخاطفون وصلوا والتوجه فورًا إلى الموقع".
وفي تعليق من مسؤول في حزب "يهدوت هتوراة" لموقع واي نت حول نية الجيش توسيع نطاق إرسال وتنفيذ أوامر الاستدعاء، قال: "حتى لو قرر رئيس الأركان والقيادة العسكرية أن الوقت قد حان لتفكيك الحكومة، وحتى لو استمر البعض عن علم في تعميق الانقسام داخل الشعب، فهم يعلمون جيدًا - لن ينفعهم هذا. لن يترك أي طالب مدرسة دينية دراسته، لا بسبب أوامر، ولا تهديدات، ولا حملات سياسية متخفية تحت غطاء الأمن. لقد حاولوا كسرنا - ووجدوا أمامهم جدارًا من الإيمان".
نتنياهو: سينضم آلاف الحريديم للخدمة
وقبل يومين، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست إن "10,500 من الحريديم سينضمون للجيش خلال عامين"، مضيفًا: "هذا هو العدد الذي يستطيع الجيش استيعابه خلال عامين، وسنفرض عقوبات شخصية ومؤسسية ثقيلة. ومع ذلك، سنضمن أن يبقى الحريدي الذي يدخل الجيش حريديًا". وأضاف: "أنا أحترم طلاب التوراة، لكن على الحريديم أن يكون لهم دور أكبر مما قدمه من سبقنا".
من جانبه، قال النائب إيليعيزر شتيرن من حزب "يش عتيد" لنتنياهو: "العقوبات هي مسؤوليتك، ويمكنك تنفيذها في أي لحظة"، إلا أن نتنياهو لم يرد.