1 عرض المعرض


هبوط 3 طائرات جديدة من نوع F-35i في قاعدة سلاح الجو نيفاتيم في إسرائيل
(الجيش الاسرائيلي)
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بوجود توتر متزايد بين قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو، على خلفية تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن "الأضرار الجانبية" – وهو المصطلح العسكري المستخدم للإشارة إلى مقتل مدنيين أبرياء خلال غارات جوية في قطاع غزة.
وكان من المقرر عقد اجتماع رفيع هذا الأسبوع بين كبار قادة القيادة الجنوبية وسلاح الجو، بمن فيهم قائد القيادة الجنوبية اللواء يانيف عسور، وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، إلا أن اللقاء تأجل وسط تصاعد الخلافات، التي وصفها مصدر أمني بأنها قد تتطور إلى "أزمة ثقة حقيقية" إذا لم يتم احتواؤها سريعاً.
تشير مصادر في سلاح الجو إلى ازدياد حالات مقتل المدنيين في بعض العمليات الجوية الأخيرة، منذ استئناف العمليات العسكرية المكثفة في غزة، مما أثار استياء الطيارين والقيادة الجوية. الطيارون، وفقاً للتقارير، يتلقون تقديرات معينة عن عدد الإصابات المحتملة قبل تنفيذ الهجوم، لكنهم يصدمون بعد ذلك بأرقام أكبر بكثير مما أُبلغوا به، ما يثير تساؤلات حول دقة المعلومات التي يحصلون عليها من القيادة الجنوبية.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قرر قائد سلاح الجو اللواء بار أن يوافق شخصيًا على كل غارة جوية في غزة، في خطوة اعتبرها بمثابة تأكيد للطيارين أنهم يمكنهم الوثوق بقيادتهم المباشرة في ظل مخاوف من قرارات غير مهنية قد تعرض المدنيين للخطر.
المصدر الرئيسي للخلاف، بحسب التحليل، هو تراجع ما يُوصف بـ"المعايير القيمية" في اتخاذ قرارات القصف، إلى جانب تزايد الضغط لتحقيق إنجازات عسكرية ملموسة، خاصة بعد تولي اللواء يانيف عاسور قيادة المنطقة الجنوبية، والذي يوصف بأنه يسعى لتحقيق "نصر كامل" بأي ثمن.
من جهة أخرى، تؤكد مصادر في الجيش أن التعاون اليومي بين القيادتين مستمر بشكل فعّال، وأن هناك آليات رسمية للتحقيق واستخلاص الدروس من كل عملية. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي علّق بأن "جميع أجهزة الجيش تعمل بتعاون كامل وهدف موحد لتحقيق أهداف الحرب، ويتم اتخاذ خطوات للحد من إصابات المدنيين رغم تعقيدات الحرب وسط بنية تحتية إرهابية مدمجة بالمناطق المدنية".
مع استمرار الضغوط السياسية والعسكرية، خصوصاً في ظل الحديث عن خطط إسرائيلية محتملة لاجتياح كامل لقطاع غزة، يتخوف مسؤولو سلاح الجو من تدهور إضافي في "أخلاقيات القتال"، وتأثير ذلك على استعداد الطيارين لتنفيذ مهام حساسة مستقبلاً، بما في ذلك في جبهات أكثر تعقيدًا مثل إيران.
First published: 12:32, 25.04.25