محمد صلاح يقود ليفربول إلى لقب تاريخي: موسم فردي استثنائي يمحو غياب كلوب

خلافًا لما هو معتاد في كرة القدم، حيث من النادر أن يفرض لاعب واحد هيمنة مطلقة على مصير فريقه كما يحدث أحيانًا في كرة السلة، تمكن محمد صلاح من كسر هذه القاعدة. في كل لحظة حاسمة، كان اسم صلاح حاضرًا: أهداف حاسمة، تمريرات قاتلة، حلول فردية أمام أعتى الدفاعات. 

راديو الناس|
1 عرض المعرض
النجم المصري العالمي محمد صلاح
النجم المصري العالمي محمد صلاح
النجم المصري العالمي محمد صلاح
(نادي ليفربول)
رغم التوقعات المتشائمة التي أعقبت رحيل المدرب الألماني يورغن كلوب عن ليفربول، نجح النجم المصري محمد صلاح في قيادة "الريدز" إلى التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد موسم استثنائي على الصعيد الفردي، وصفه مراقبون بأنه من الأكثر تأثيرًا في تاريخ المسابقة. بدا أن رحيل كلوب سيشكل ضربة قاسية للفريق، خاصة مع الاكتفاء بالتعاقد مع جناح يوفنتوس فيديريكو كييزا كصفقة وحيدة، ومع قلة التوقعات من المدرب الجديد آرني سلوت. إلا أن صلاح، في عامه الأخير من عقده مع ليفربول، أعاد كتابة السيناريو وقدم موسمًا مذهلًا أكد خلاله مكانته بين أعظم اللاعبين في تاريخ البريميرليغ.
موسم فردي استثنائي خلافًا لما هو معتاد في كرة القدم، حيث من النادر أن يفرض لاعب واحد هيمنة مطلقة على مصير فريقه كما يحدث أحيانًا في كرة السلة، تمكن محمد صلاح من كسر هذه القاعدة. في كل لحظة حاسمة، كان اسم صلاح حاضرًا: أهداف حاسمة، تمريرات قاتلة، حلول فردية أمام أعتى الدفاعات.
صلاح تصدر البريميرليغ هذا الموسم بأرقام مذهلة ساهم بـ 46 هدفًا أو تمريرة حاسمة، وهو أعلى رقم في تاريخ الدوري لموسم مكون من 38 مباراة. سجل 28 هدفًا، متصدرًا سباق الحذاء الذهبي ومتجهًا نحو التتويج به للمرة الرابعة في مسيرته. قدم 18 تمريرة حاسمة، بفارق بسيط عن الرقم القياسي التاريخي للبطولة. بلغ متوسط مساهماته التهديفية 1.37 هدفًا لكل 90 دقيقة، الأعلى في تاريخ البريميرليغ.
هذه الأرقام، التي تحققت رغم الأجواء المضطربة وخلافات التعاقد، أكدت أن "عام العقد" لصلاح لم يكن عبئًا نفسيًا، بل حافزًا إضافيًا للتألق.
سلوت يثبت جدارته وكتيبة داعمة رغم أن محمد صلاح كان النجم الأوحد، فإن هناك مساهمات أخرى لا يمكن إنكارها. المدرب آرني سلوت عمل بذكاء على إعادة بناء خط الوسط مستفيدًا من تعاقدات الموسم الماضي: ريان خرافنبرخ قدم موسمًا فارقًا وثبت أقدامه كلاعب محوري. ألكسيس ماك أليستر كان أحد أعمدة الفريق بثبات مستواه. دومينيك سوبوسلاي أظهر قدرات لافتة خصوصًا في الضغط العالي والانطلاقات من العمق. على الصعيد الدفاعي، استعاد فيرجيل فان دايك مستواه المعهود، وتألق إبراهيما كوناتي بعد موسم خالٍ من الإصابات، فيما حافظ أليسون بيكر على صلابته بين الخشبات الثلاث، مع لحظات مؤثرة من ترنت ألكسندر-أرنولد الذي قد يكون قد خاض موسمه الأخير بقميص الريدز.
ختام حقبة وبداية أخرى بينما يحتفل ليفربول بلقبه الثاني فقط منذ انطلاق البريميرليغ بنظامه الحديث، تتزايد مشاعر الامتنان لحقبة كلوب التي أعادت النادي إلى القمة. إلا أن هذا الموسم أثبت أن ليفربول قادر على المضي قدمًا، ومع نجم بحجم محمد صلاح، يبدو المستقبل أكثر إشراقًا. لم تعد مشاعر الحنين لرحيل كلوب تطغى على الأجواء. بفضل موسم استثنائي سطره النجم المصري، عاد ليفربول لاعتلاء العرش، وفتح صفحة جديدة في تاريخه المضيء.