شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في حالات التضييق على السياح الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية في عدة دول، حيث رفضت مواقع سياحية وفنادق استقبالهم أو فرضت عليهم شروطًا استثنائية، في ظل استمرار الحرب على غزة. هذا الواقع انعكس على حجم السياحة الصادرة من إسرائيل، إذ تقلّصت الوجهات وانخفض عدد الرحلات المنظمة مقارنة بالسنوات الماضية.
"الجواز الإسرائيلي عبء على أصحابه: العرب أيضًا يواجهون رفضًا في الخارج"
المنتصف مع فرات نصار
05:21
شهادات ميدانية: "المعاملة تغيرت للأسوأ"
في حديث لبرنامج راديو الناس مع سامي نجّار، مرشد سياحي في شركة نزارين تورز، قال:"صحيح، السائح الإسرائيلي غير مرحّب به في عدة أماكن، ونشعر بذلك بشكل واضح. هذا العام التعامل أصبح أصعب ونلاحظ تغييرًا بالمعاملة، خاصة عندما يعلمون أننا نحمل جوازات سفر إسرائيلية. في هذا الشهر فقط كانت لدينا عدة رحلات منظمة، وبمجرد أن يعرفوا أننا من البلاد يتغير التعامل للأسوأ".
وأوضح نجّار أن هذا التغيير يطال السياح العرب واليهود على حد سواء، سواء في الفنادق أو المطاعم أو المواقع السياحية. وأضاف:"بالنسبة لهم، في فترة الضغط هذه ومع وجود سياح أجانب آخرين، لا حاجة للتعامل مع السائح الإسرائيلي".
أمثلة من الميدان: "اضطررنا لدفع مبالغ إضافية"
وسرد نجّار موقفًا حدث مؤخرًا في أحد المنتجعات السياحية، قائلاً:"في الأسبوع الأخير مثلًا دخلنا إلى منتجع لمشاهدة الشلالات. وصلت الساعة العاشرة إلا ربع بدلًا من العاشرة. المسؤولة هناك قالت لي: أنت متأخر. أجبتها: بل وصلت أبكر بربع ساعة. فقالت: ساعتي هي الصحيحة، وهنا نتعامل حسب ساعتي أنا. ثم طلبت دفع 5 يورو إضافية عن كل سائح. حاولنا الاعتراض بجميع الطرق، لكننا اضطررنا للدفع فقط لأننا نحمل جوازات إسرائيلية".
وأشار نجّار إلى أن الأمر لا يصل حتى الآن إلى رفض استقبال السياح الإسرائيليين بشكل رسمي، لكنه يظهر في خشونة التعامل وتغيّر النظرات:"عندما يرون أننا إسرائيليون تتغيّر المعاملة فورًا. نلاحظ ذلك بوضوح. في أرمينيا مثلًا التعامل ممتاز، لكن في عدد من الدول الأوروبية، بمجرد أنك تحمل جواز سفر إسرائيلي فأنت إسرائيلي، حتى لو كنت عربيًا".
وجهات سياحية متأثرة
وتطرق نجّار إلى الوجهات السياحية التي تغيرت هذا الصيف، قائلاً إن التضييق يلمسونه في أوروبا بشكل عام، وبصورة خاصة في:
- اليونان
- كرواتيا
- سلوفينيا
- روسيا
- إيطاليا
- إسبانيا
وأضاف أن "التعامل في هذه الوجهات يحمل رسالة واضحة: لا نريدكم هنا".
انعكاسات على السياحة
هذه الشهادات تعكس واقعًا جديدًا يواجه السياحة الإسرائيلية، في وقت يواصل فيه عدد من المواقع والمؤسسات السياحية حول العالم التعبير عن مواقف احتجاجية ضد الحرب على غزة من خلال تقييد استقبال السياح القادمين من إسرائيل، وهو ما يفرض تحديات متزايدة أمام وكالات السفر والمرشدين السياحيين في البلاد.
First published: 17:46, 25.08.25