د. جرايسي: غالبية جرائم قتل الأطفال لا ترتبط بأمراض نفسية بل بسلوكيات عائلية مضطربة

د. جرايسي يتحدث عن جريمة قتل أب لابنته قبل أيام في القدس: الغالبية الساحقة من جرائم قتل الأطفال لا ترتبط بأمراض نفسية بل بسلوكيات مضطربة

1 عرض المعرض
الشبهات: جريمة مروعة في صور باهر ضحيتها طفلة 3 سنوات والقاتل والدها
الشبهات: جريمة مروعة في صور باهر ضحيتها طفلة 3 سنوات والقاتل والدها
الشبهات: جريمة مروعة في صور باهر ضحيتها طفلة 3 سنوات والقاتل والدها
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
في مقابلة خاصة على "راديو الناس"، تحدث د. نبيل جرايسي، مدير قسم الصحة النفسية في مستشفى الناصرة الإنجليزي ونائب رئيس فرع الناصرة في نقابة الأطباء، عن الأبعاد النفسية للجريمة البشعة التي هزّت المجتمع العربي، والتي راحت ضحيتها طفلة على يد والدها في القدس، وفق الشبهات.
ويوم أمس، قدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضد رجل من القدس أقدم على قتل ابنته بطريقة وحشية، قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه.وأثارت هذه الجريمة تساؤلات كبيرة بشأن جرائم مشابهة حدثت مؤخرًا لأهلي يعتدون أو يقتلون أطفالهم وأسباب مثل هذه الجرائم.
وقال د. جرايسي في مستهل حديثه: "أجهل تفاصيل الحالة العينية، ولكن من خلال تجربتي الطويلة في مجال الطب النفسي الشرعي، حيث عملت 25 عامًا في وزارة الصحة، عاينت العديد من الحالات التي جرى فيها قتل أفراد من العائلة من قبل ذويهم، وبعضهم لم يكن لديه أي تاريخ في العلاج النفسي."
د. جرايسي: غالبية جرائم قتل الأطفال لا ترتبط بأمراض نفسية بل بسلوكيات عائلية مضطربة
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:20
وأوضح أن "قتل أحد الوالدين لأبنائه لا يعني بالضرورة أن الفاعل يعاني من مرض نفسي، فالكثير من هذه الجرائم تُرتكب نتيجة مشاكل سلوكية أو نزاعات عائلية، ولا علاقة لها بالاضطرابات النفسية."
وحول إمكانية وجود مؤشرات سابقة لسلوك قاتل، أشار إلى أنه "قد تكون هناك إشارات أو تفوهات مسبقة بالتفكير بالقتل، سواء أكان الفاعل مريضًا نفسيًا أم لا. هناك حالات رأيت فيها أمهات قتلن أبناءهن جميعًا، وهناك حالات دافعها كان الشك المرضي أو الأفكار الضلالية."
وأضاف أن مرض الفُصام بشكل خاص قد يدفع المصاب إلى تبني أفكار وهمية مرتبطة بعدم الأمانة الزوجية والشك في النَسَب، ما قد يفضي إلى أفعال مأساوية.
وفي ما يتعلق بتأثير المخدرات والكحول على سلوك الجناة، قال: "ليس كل من يستهلك المخدرات أو الكحول يرتكب جرائم. الغالبية لا يفقدون صلتهم بالواقع، بل السيطرة على الكوابح الاجتماعية. من يرتكب جريمة بسبب تأثير المخدر أو الكحول، غالبًا ما يكون لديه استعداد سلوكي أو خلفية غير مستقرة."
وفي نهاية اللقاء، شدد د. جرايسي على أهمية التمييز بين المرض النفسي والسلوك الإجرامي، قائلاً:"أطمئن الناس بأن الغالبية الساحقة من هذه الجرائم لا ترتبط باضطرابات نفسية، بل بخلافات عائلية وسلوكيات مضطربة. علينا كبيئة ومجتمع أن نلتفت إلى المؤشرات الحمراء، ونأخذ كل تهديد أو اضطراب على محمل الجد، قبل أن تقع الكارثة."