هل أخفى بايدن إصابته بالسرطان؟

الولايات المتحدّة منشغلة بالكشف عن مرض بايدن واتهامات تقول إنّ الرئيس السابق اخفى هذا السر من اجل مواصلة مهامه كرئيس الأمر الذي اثار ضجّة برى. نجل ترامب: من أدار البلاد في عهد بايدن؟ 

ماريا الياس|
2 عرض المعرض
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي
الرئيس الأميركي السابق جو بايدن
(Flash90)
أثار الإعلان الأخير عن إصابة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بسرطان "بروستات" من النوع الخطير، والذي وصل الى العظام، موجة تساؤلات طبّية وسياسيّة: هل من المعقول أن تمرّ حالة كهذه دون أن تُكتشف طوال فترة رئاسته؟ أم أنّ الإعلان تأخّر عمدًا تفاديًا لإثارة الشكوك حول أهليّته الذهنية والجسديّة؟
من الناحية الطبّية، يُعدّ سرطان البروستات من أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال، وغالبًا ما يكون بطيء النّموّ وقابلًا للعلاج إذا كُشِف عنه مبكرًا. أمّا شدّة المرض فتُقاس بما يُعرف بـ "درجة غليسون"، التي تعكس مدى شذوذ الخلايا السرطانيّة مقارنةً بالخلايا الطبيعية؛ وكلّما ارتفعت الدرجة، التي تتراوح بين 6 و10، زاد احتمال الانتشار السريع للمرض.
تشخيص بايدن كان بدرجة غليسون 9 – وهي من أعلى الدرجات التي تدلّ على عدوانيّة الخلايا السرطانية وسرعة نموّها – حيث أثار التشخيص تساؤلات إضافيّة. فعلى الرغم من شراسته، يشير أطبّاء إلى أنّ هذا النوع من السرطان لا ينتشر عادةً إلى العظام بهذه السرعة، بل يستغرق تطوّره بين خمس إلى عشر سنوات.
هذا ما دفع عددًا من الأطباء، من بينهم اختصاصي أورام بارز من الفريق الانتقالي لبايدن، إلى التشكيك في حداثة التشخيص – لا سيّما في ظلّ المتابعة الطبية الدقيقة التي يخضع لها رؤساء الولايات المتحدة – مرجّحين أنّ الإصابة قد تعود إلى بداية ولايته الرئاسية عام 2021، وربّما قبل ذلك.
2 عرض المعرض
جو بايدن
جو بايدن
الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن خلال زيارته القدس عام 2022
(Flash90)
في المقابل، يشير خبراء آخرون إلى أنّ الجهات الصحية الأمريكية لا توصي بإجراء فحص PSA الذي يرصد مؤشرات المرض في الدّم، بشكلٍ روتيني لمن تجاوزوا السبعين، لتجنّب التشخيص الزائد والعلاجات غير الضرورية. وعليه، قد يكون التشخيص حديثًا فعلًا، خصوصًا أنّ الأعراض البولية شائعة لدى كبار السن، وبعض الحالات العدوانية قد تظهر بشكل مفاجئ بين جولات الفحص.
مع ذلك، أثار توقيت الإعلان شكوكًا واسعة، إذ جاء أسابيع قليلة بعد صدور كتاب ينتقد تدهور بايدن الذهني ويزعم أنّ فريقه كان يُخفي علامات التدهور العقلي، وبعد نحو عام على انسحابه من السباق الرئاسي – ما دفع البعض للاعتقاد بأنّ التشخيص كان معروفًا منذ زمن، لكنّ الإعلان عنه تأجّل لأسباب سياسية.
الرئيس الحالي دونالد ترامب وصف الوضع بـ"المحزن"، لكنّه أشار إلى انّ "شخصًا ما لا يقول الحقيقة"، معتبرًا انّ هناك "مشكلة كبيرة" في الشفافية. أما ابنه، دون جونيور، فاتّهم البيت الأبيض مباشرةً بالتستّر، قائلاً: "من كان يدير البلاد؟ نريد محاسبة". حتى بعض الديموقراطيين، مثل النائب السابق دين فيليبس، أشاروا إلى أن التوقيت "ليس صدفة"، بل محاولة للحدّ من تداعيات النقاش حول أهلية بايدن.
وفيما تتصاعد المطالب بالشفافية، يردّ مدافعو بايدن بأنّ لا دليل على التستّر، وأنه لم يكن ملزَمًا بالكشف عن معلوماته الطبية بعد خروجه من البيت الأبيض. على أيّ حال، تبقى القضية أعمق من الجدل، إذ تمسّ صميم العلاقة بين القادة والجمهور. فإلى أيّ مدى يحقّ للمواطنين معرفة الحالة الصحية المن يقود البلاد في أحلك لحظاتها؟