بدأت، مساء أمس (الأربعاء)، عملية اعتراض سفن أسطول الصمود العالمي بصورة رسمية، حيث صعد عناصر من قوات البحرية الإسرائيلية على متن سفن مشاركة، وباشروا عملية السيطرة عليها، فيما دعت أكبر نقابة عمالية في إيطاليا لإضراب عام يوم الجمعة القادم احتجاجاً على طريقة التعامل مع الأسطول.
واعتقلت البحرية الإسرائيلية مشاركين في الأسطول بينهم برلمانيين ونشطاء وصحفيين، وذكرت مصادر اسرائيلية أنه تمت السيطرة على 6 سفن وبعد انتهاء السيطرة على سفن الأسطول سيتم ترحيل الناشطين إلى دولهم، فيما رجحت أن تستمر عملية الاعتراض حتى الخميس.
ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية توثيقًا لعملية سيطرة سلاح البحرية على إحدى السفن، ويظهر فيه أحد الجنود بجانب الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ. وجاء في بيان الوزارة أن "عدداً من سفن أسطول حماس-صمود أوقفت بشكل آمن، ويجري نقل الركاب إلى ميناء في إسرائيل". وأضاف البيان أن "غريتا ورفاقها بخير وبصحة جيدة".
وبالتزامن مع عملية الاعتراض، أغلق متظاهرون محطة القطار المركزية في مدينة نابولي الإيطالية احتجاجا على تعامل البحرية الإسرائيلية مع أسطول الصمود، كما شهدت العاصمة روما والعاصمة البلجيكية بروكسل ومدينة برشلونة في إسبانيا مظاهرات احتجاجية، فيما أدانت الخارجية التركية بشدة "الهجوم الذي شنته البحرية الإسرائيلية على أسطول الصمود ونعتبره عملا إرهابيا".
متظاهرون يغلقون محطة القطار المركزية في مدينة نابولي الإيطالية
وكان منظمو الأسطول قد أعلنوا عن حالة الطوارئ مع اقترابهم من قطاع غزة، متوقعين أن تعترض البحرية الإسرائيلية سفنه، مؤكدين أنهم قرروا مواصلة رحلتهم إلى غزة حتى في حال اعتراض القوات الإسرائيلية بعض سفنهم.
وعند اقتراب السفن من غزة، أبلغ قائد السفينة "ألما" ضمن الأسطول عن أربع ألغام بحرية شوهدت على مسافة قريبة من مسارهم، مؤكدا أنهم في حالة تأهب قصوى تحسبا لاحتمال اعتراضهم من قبل الجيش الإسرائيلي. ورصد الأسطول المتجه إلى غزة نحو 20 سفينة حربية إسرائيلية على مسافة تتراوح بين 7 و20 ميلا بحريا منه.
ناشط من أسطول الصمود: "نحن نحمل حليب أطفال وأدوية في مهمة إنسانية"
رواية "أسطول الصمود"
من جانبه، صرّح متحدث باسم الأسطول العالمي فجر اليوم، أن البحرية الإسرائيلية اعترضت حتى الآن 13 قاربًا، بينما لا يزال نحو 30 قاربًا آخر يبحر على مسافة 46 ميلاً بحريًا فقط من شواطئ غزة. وأضاف أن "الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة"، مؤكدًا أن الهدف من الرحلة "إنساني بحت، لكسر الحصار وتقديم المساعدات".
كما تحدثت تقارير إعلامية عن اعتقال ما يقارب 70 ناشطًا بينهم برلمانيون وصحفيون، بينما ظهر المتحدث باسم الأسطول المغاربي، وائل نوار، في بث مباشر يخاطب القوات الإسرائيلية المهاجمة قائلاً: "إن مهمة الأسطول إنسانية وتستند إلى القانون الدولي".
احتجاجات في إيطاليا وتصعيد نقابي
وبالتزامن مع عملية الاعتراض، شهدت مدينة نابولي الإيطالية إغلاقًا لمحطتها المركزية للقطارات بعدما أغلقها متظاهرون احتجاجًا على ما وصفوه بـ"القرصنة البحرية الإسرائيلية".
كما أعلنت النقابات العمالية في إيطاليا عن إضراب شامل يوم الجمعة، تضامنًا مع ركاب الأسطول المحتجزين. وقال الاتحاد العام للعمل الإيطالي إن الإضراب "رسالة دعم لغزة وللقيم الإنسانية"، واصفًا ما جرى بأنه "حادث خطير وجريمة بحق مدنيين"، منتقدًا موقف الحكومة الإيطالية واعتباره "تخلّيًا عن مسؤوليتها تجاه مواطنيها".
ردود فعل دولية واسعة
في سياق متصل، خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مدن أوروبية شملت باريس وأثينا وبروكسل وروما وبرشلونة وبرلين، بعد منتصف الليلة الماضية، للتنديد باعتراض السفن.
وأكدت وزارة الخارجية الإيرلندية أنها تتابع القضية عن قرب عبر سفارتها في إسرائيل، بالتنسيق مع شركاء أوروبيين، لضمان سلامة مواطنيها. وفي إسبانيا، أعلنت الخارجية عن تشكيل وحدة مراقبة دائمة تضم السفير الإسباني في تل أبيب، مع وضع القنصليات في القدس ونيقوسيا بحالة تأهب لمتابعة أوضاع مواطنيها.
اعتراض سفن أسطول الصمود
كما أعلن الجيش حالة استنفار في سلاح البحرية مع فرض حظر على إجازات الجنود واستدعاء قوات احتياط واسعة، للمشاركة في العملية. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن على متن السفن يوجد ناشطون أوروبيون إلى جانب مشاركين من دول عربية بينها الجزائر وليبيا.
من جانبها، أعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية أن السفينة الحربية "فورور" تتابع أسطول الصمود ولن تتدخل إلا في حالة الضرورة القصوى، وأشارت إلى أن دخول أسطول الصمود منطقة الحظر التي حددتها إسرائيل قد يعرض حياة كثيرين للخطر، داعية الأسطول إلى التصرف بمسؤولية.
وفي وقت سابق اليوم، حثّت إيطاليا واليونان إسرائيل على ضمان سلامة المشاركين في أسطول "الصمود العالمي" وعدم إلحاق أي أذى بهم. وقالتا في بيان مشترك صادر عن وزيري خارجيتهما إنهما "تدعوان السلطات الإسرائيلية إلى ضمان أمن المشاركين وتوفير جميع إجراءات الحماية القنصلية".
ودعت روما وأثينا الناشطين إلى قبول حلّ توافقي يقضي بتسليم المساعدات للكنيسة الكاثوليكية كي تتولى توزيعها في غزة، تجنّبًا لمواجهة مباشرة مع إسرائيل. لكن المنظمين رفضوا المقترح مرارًا، مؤكدين أن هدفهم الرئيس يتمثل في تحدي إسرائيل وكشف الحصار البحري المفروض على غزة، والذي يعتبرونه غير قانوني.
First published: 18:49, 01.10.25