كشف استطلاع رأي شامل أجري في آذار الماضي ونشر في صحيفة هارتس عن تصاعد لافت في تأييد الإسرائيليين اليهود لسياسات تقوم على الطرد القسري، مع اختلافات واضحة في المواقف بين الفئات العمرية والدينية، وامتداد هذا التأييد ليشمل العرب داخل إسرائيل والفلسطينيين في غزة.
دعم متزايد لطرد المواطنين العرب وسكان غزة
الاستطلاع، الذي أجري بتكليف من جامعة "بن ستيت" وشمل عينة تمثيلية من 1,005 يهودي في إسرائيل، أظهر أن:
56% من المشاركين يؤيدون الطرد القسري للمواطنين العرب في إسرائيل (مقارنة بـ31% في 2003).
82% أيدوا ترحيل سكان قطاع غزة بالقوة (مقارنة بـ45% فقط عام 2003).
التغير اللافت خلال عقدين يعكس تحوّلًا عميقًا في الوعي السياسي والاجتماعي تجاه الفلسطينيين عمومًا، والمواطنين العرب داخل الخط الأخضر بشكل خاص.
انزياح جذري بين الأجيال والفئات الدينية
تحليل النتائج بحسب الفئات الديمغرافية يكشف ما يلي:
66% من اليهود تحت سن الأربعين يدعمون طرد المواطنين العرب، و69% منهم يؤيدون ترحيل سكان غزة.
بين العلمانيين: 31% أيدوا طرد المواطنين العرب، و69% دعموا ترحيل الغزيين.
بين المتدينين القوميين (التيار الحرَدَلي): ظهرت أعلى نسب تأييد لكلا الموقفين، مع دعم واسع للطرد والقتل الجماعي.
كما أظهر الاستطلاع أن 47% من جميع المستطلعة آراؤهم يؤيدون قتل جميع سكان مدينة عدو تُحتل من قبل الجيش الإسرائيلي، على غرار ما ورد في قصة احتلال أريحا التوراتية. ومن بين هؤلاء، 58% من الشباب تحت سن الأربعين دعموا هذا النموذج من "الحسم العسكري الكامل".
تآكل مفاهيم الحقوق وتوسع خطاب الإقصاء
الاستطلاع يؤكد أن مفاهيم العيش المشترك والمساواة بين المواطنين العرب واليهود تشهد تراجعًا حادًا، وأن سياسات الإقصاء والتمييز لم تعد حكرًا على جماعات هامشية، بل تتغلغل في الشارع العام، بما في ذلك الشرائح المدنية والعلمانية.
كما يعكس الاستطلاع نجاح خطاب ديني-قومي متطرف في اختراق الفضاء العام الإسرائيلي وتقديم أجندة الطرد والتطهير كـ"حل" لمشكلة الفلسطينيين، سواء داخل حدود 1948 أو في الأراضي المحتلة.