تتجه التقديرات الزراعية إلى أن موسم الزيتون لعام 2025 سيكون من أضعف المواسم التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفعل الظروف المناخية القاسية وتراجع كميات الأمطار. في هذا السياق، بدأت التحضيرات للموسم في ظل حالة من القلق بين المزارعين وأصحاب المعاصر، وسط توقعات بتراجع كبير في الإنتاج وارتفاع في أسعار الزيت.
د. مازن علي: موسم تعيس وندعو لتعاونيات ريّ تكميلي
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:09
د. مازن علي: موسم تعيس وندعو لتعاونيات ريّ تكميلي
وفي حديث لـ"راديو الناس"، قال د. مازن علي، عضو إدارة مجلس النباتات:"هذا الموسم من أفقر المواسم التي عرفناها منذ سنوات طويلة، بسبب قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة خلال الإزهار، ما أدى إلى تساقط الزهور وضعف إنتاج الثمار، خاصة في كروم الزيتون البعلية".
وأكد علي أن نسبة الأمطار في مناطق مثل سخنين ودير حنا والجليل الأعلى لم تتجاوز 300 ملم، وهي أقل من نصف المعدل السنوي. ولفت إلى أن ريّ الزيتون بطريقة تكميليّة أثبت فعاليته في بعض المناطق، داعيًا إلى إنشاء جمعيات تعاونية لتوفير المياه ودعم المزارعين في مواجهة التغيرات المناخية.
وأوضح أن الأصناف المستوردة من الزيتون تتأثر أكثر بالحرارة، في حين أن الصنف المحلي يُظهر مقاومة أكبر، خاصة في مناطق مثل النقب.
خضر دراوشة: الوضع صعب جدًا ونحتاج إلى أن نتحمّل بعضنا البعض
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
05:37
الأسعار إلى ارتفاع والمستهلك سيتأثر
وفي ما يخص الأسعار، قال د. مازن:"من الطبيعي أن يؤثر ضعف الإنتاج على سعر الزيت، سواء بالكيلو أو بالصفيحة، خصوصًا في ظل تزايد الاستهلاك المحلي. ورغم إمكانية استيراد الزيوت، إلا أن جودتها لا تضاهي جودة زيت بلادنا، ما سيجعل السوق في حالة توتر".
وأشار إلى أن معدل استهلاك زيت الزيتون في المجتمع العربي هو من الأعلى في المنطقة، ويُقدّر بـ6 كيلوغرامات للفرد سنويًا.
خضر دراوشة: الوضع صعب جدًا ونحتاج إلى أن نتحمّل بعضنا البعض
من جانبه، قال خضر دراوشة، صاحب معصرة زيتون في الجليل:"الوضع ليس سهلًا. كمية الأمطار المتدنية أثرت سلبًا على إنتاج الزيتون، والمعاصر تواجه صعوبات تقنية واقتصادية نتيجة الكميات القليلة".
وأضاف أن تشغيل المعصرة بكميات صغيرة يتطلب مجهودًا مضاعفًا، وأنه رغم التحضيرات الكاملة لتجهيز المعدات وتنظيف الأجهزة، إلا أن الموسم الحالي سيكون مُرهقًا للجميع:"عندما أستقبل 100 كيلوغرام من الزيتون، أحتاج نفس الوقت والطاقة كما لو كنت أستقبل طُنًا كاملًا، وهذا يزيد من الأعباء".
ووجّه دراوشة نداءً للمزارعين والمواطنين قائلًا:"دعونا نتحمّل بعضنا البعض هذا الموسم، ونصبر على بعضنا. الدعم المتبادل بين المزارعين والمعاصر مهم حتى نتمكّن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة".
تحضيرات رغم التحديات
ورغم كل التوقعات المتشائمة، أكد المعنيّون أن التحضيرات مستمرة لاستقبال موسم الزيتون، وأن الجهوزية الفنية قائمة، سواء لدى مجلس النباتات أو لدى أصحاب المعاصر، مع التأكيد على أهمية التكاتف المجتمعي والزراعي في مواجهة موسِم يُوصف بأنه "تعيس" من حيث الإنتاج، لكنه يفتح الباب أمام حلول جماعية مستقبلية.