في تطوّر غير مسبوق في العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والشباب، يتابع أبناء جيل "زد" (مواليد 1997–2012) الانتخابات البابويّة باهتمام ملحوظ، ويحوّلونها إلى موضوع رائج على منصّات التواصل الاجتماعي، وفقًا لتقرير خاص نشره موقع Politico.
من المجمع المغلق إلى التيك توك
ورغم أن مجمع الكرادلة المغلق الذي يختار البابا لا يُبثّ ولا يُتاح للعامة، فإن التغطية الإعلامية المحيطة به باتت تستهوي شرائح واسعة من جيل الشباب، الذين يتابعون الترشيحات وينتجون محتويات تحليلية وساخرة على منصات مثل تيك توك وX. وأشار التقرير إلى أن هذا الاهتمام لا ينبع من انتماء ديني بحت، بل من وعي سياسي وأخلاقي متزايد لدى هذا الجيل.
البابا فرنسيس كرمز سياسي وأخلاقي
واعتبر تقرير Politico أن البابا فرنسيس مثّل نموذجًا مختلفًا جذب اهتمام هذا الجيل، خصوصًا بمواقفه البيئية والاجتماعية، كندائه عام 2015 في الرسالة البابوية "Laudato Si" لمواجهة أزمة المناخ، ومطالبته الأخيرة بوقف إطلاق النار في غزة. هذه المواقف جعلت منه شخصية ذات تأثير يتجاوز البعد الديني التقليدي.
تساؤلات حول مستقبل الفاتيكان
ومع اقتراب موعد انعقاد المجمع، يبرز السؤال حول الاتجاه الذي ستتخذه الكنيسة: هل ستواصل نهج الانفتاح الذي رسّخه فرنسيس، أم تعود إلى التشدّد المحافظ؟ ورغم أن نحو 70% من الكرادلة المقررين عيّنهم البابا الحالي، فإن هذا لا يضمن استمرار رؤيته في القيادة الجديدة.
مرشحون يحظون بتأييد شبابي
وبحسب Politico، من أبرز الأسماء التي تحظى بقبول في أوساط الشباب الكاردينال ماتيو ماريا زوبي، رئيس أساقفة بولونيا، المعروف بمواقفه المنفتحة حيال الأزواج من نفس الجنس. كما برز اسم الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس، بسبب دعمه لحقوق الفلسطينيين المسيحيين ومطالبته بتمكين النساء داخل الكنيسة. ويبرز أيضًا الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي من الفلبين، كأحد الأصوات التقدمية المنادية باحتواء المهمّشين.
الفاتيكان أمام جيل جديد
جيل زد، الذي يرى في البابا شخصية عالمية مؤثّرة، ينتظر أن يرى في القائد القادم للكنيسة الكاثوليكية انعكاسًا لقيمه وأولوياته. وتبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى استعداد الفاتيكان لقراءة هذه اللحظة التاريخية من منظور الجيل الجديد.