عُقد اليوم الثلاثاء مؤتمر المركز العربي للتخطيط البديل، وذلك بمشاركة مختصين ومهنيين ورؤساء مجالس وبلديات والنواب: أحمد الطيبي، منصور عباس، أيمن عودة وسامي أبو شحادة، حيث شهد المؤتمر حوارًا سياسيًا لافتًا جمع رؤساء وممثلي الأحزاب العربية وأدار النقاش مدير مركز قضايا في المجتمع العربي د. محمد خلايلة.
الحوار الذي جاء في توقيت حساس سياسيًا، حمل رسائل مباشرة حول مستقبل التمثيل السياسي العربي وإمكانيات توحيد الصفوف قبل الانتخابات المقبلة وإعادة القائمة المشتركة.
الطيبي: المشتركة هي الردّ الأقوى على نتنياهو وبن غفير
النائب أحمد الطيبي أكد أنّ أفضل تأثير لإزاحة حكومة نتنياهو وبن غفير هو إعادة تشكيل القائمة المشتركة بصيغة تعددية واسعة، مضيفًا:"باسم الجبهة والتغيير والتجمع أقول إننا جميعًا نوافق على قائمة مشتركة تعدّدية تمثل كل مكونات مجتمعنا".
الطيبي أشار كذلك إلى أنّ العرب أمام فرصة جديدة لإعادة الثقة بالتصويت العربي، شرط التوحيد وتقديم خطاب سياسي واضح ونضالي.
عباس: العاطفة تقول قائمة واحدة العقل يطلب دراسة خيارات أخرى
من جانبه، شدّد رئيس القائمة العربية الموحدة النائب منصور عباس على أن الموقف العاطفي يميل إلى الوحدة، لكنه قال إن العقلانية السياسية تتطلب دراسة متأنية للخيارات المطروحة: "مشروعنا ليس فقط رفع نسبة التصويت، بل إسقاط حكومة نتنياهو".
وفي ردّ على التساؤلات حول إمكانية العودة للتحالف مع الجبهة والتغيير، قال عباس إنّ هناك فجوات سياسية وخطابية يجب معالجتها، مضيفًا بابتسامة: "لا أستطيع أن أتحدث مثل سامي أبو شحادة وأيمن عودة ويمكن بالكاد أتعايش مع خطاب الطيبي".
عبارة اعتُبرت من قبل المشاركين إشارة أولى إلى إمكانية فتح الباب لشراكة سياسية جديدة بين الموحدة والتغيير.
لحظات ساخنة بين عودة وعباس
خلال النقاش، قاطع منصور عباس النائب أيمن عودة الذي كان يتحدث حول قضايا الهوية والمواجهة السياسية، ما دفع عودة إلى الردّ سريعًا:"انت مالك مضغوط يا أخي؟"
الجمهور تفاعل مع الموقف بقدر من الفكاهة، لكنه عكس أيضًا حدة التباينات في الرؤية بين التيارات السياسية العربية.
أبو شحادة: الهوية والمواجهة السياسية ليست خيارًا ثانويًا
النائب سامي أبو شحادة شدد على أنّ أي إطار سياسي مستقبلي يجب أن يحافظ على الثوابت الوطنية العربية ويواجه سياسات الحكومة اليمينية بوضوح، مؤكدًا أن إعادة بناء الثقة مع الشارع العربي هي التحدي الأول قبل الانتخابات.
ترقّب جماهيري وخطوات قيد التشكل
المؤتمر الذي تابعه مئات الناشطين والسياسيين، أعاد النقاش العلني حول إمكانية توحيد الأحزاب من جديد ضمن صيغة مشتركة، بعد سنوات من الانقسامات التي انعكست سلبًا على نسبة التصويت العربي والتمثيل البرلماني.
ورغم بقاء الخلافات السياسية واضحة على الطاولة، إلا أن نقطة الالتقاء المشتركة تمثلت في حاجة المجتمع العربي لصوت موحد وتأثير سياسي أكبر.