شنت إسرائيل في الأيام الأخيرة سلسلة هجمات على أهداف داخل إيران، في مسعى لإحباط جهود طهران لامتلاك سلاح نووي. وبينما يتصاعد التوتر، يتجدد التساؤل: هل لا تزال إيران قادرة على تصنيع قنبلة نووية رغم الضربات؟
بحسب التقارير، استهدفت إسرائيل في هجماتها الأخيرة المنشأة النووية في فوردو، بالإضافة إلى موقع التحويل في أصفهان الذي يُعتقد أنه خرج عن الخدمة، كما قصفت منشأة التخصيب في نطنز، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من أجهزة الطرد المركزي.
لكن التحدي الأهم لا يكمن فقط في تخصيب اليورانيوم، بل في تحويله إلى سلاح نووي عبر ما يُعرف بـ"التسليح"، وهي عملية معقدة تتطلب هندسة دقيقة لإنشاء كرة معدنية مزودة بصواعق متعددة تنفجر بتزامن لتبدأ تفاعل الانشطار.
إسرائيل، بحسب تقارير، لا تملك القدرة على استهداف هذه المرحلة مباشرة، لأنها تُدار في مختبرات صغيرة وسرية، ولذلك ركزت على تصفية العلماء الإيرانيين الضالعين في المشروع. ومنذ بدء الحملة، قُتل 14 عالمًا نوويًا.
كما تهاجم إسرائيل أيضًا منشآت تصنيع الصواريخ الباليستية، التي يُفترض أنها ستحمل الرؤوس النووية في حال إنتاجها.
غير أن الواقع يشير إلى أن إيران كانت قد راكمت بالفعل كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% قبل الضربات، ويُعتقد أنها أخفته في مواقع بعيدة. وتؤكد التقديرات أن استكمال التخصيب إلى مستوى 90% قد يستغرق أسبوعين أو ثلاثة فقط باستخدام عدد محدود من أجهزة الطرد.
لذلك، رغم أن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا جسيمة ببرنامج إيران النووي، فإنها لم تُجهِز عليه كليًا. فبفضل مخزونها من اليورانيوم المخصب ومعرفتها التقنية، لا تزال طهران قادرة على استئناف العمل على القنبلة النووية في وقت قصير.