يشهد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة تطورات درامية بعدما قرر نتنياهو عدم إعادة 200 مسلح من حركة حماس الى داخل الخط الأصفر، وكانوا قد علقوا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في الأنفاق وفقا للمصادر الاسرائيلية.
وكانت مصادر سياسية قد نوّهت أن إسرائيل لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن مصير مسلحين عالقين خارج الخط الأصفر في قطاع غزة، لكن نتنياهو وعلى لسان مكتبه أكد بأنه لن يسمح في إعادة المسلحين لداخل القطاع.
وكانت هذه القضية قد أثارت جملة من ردود الفعل من قبل السياسيين، فقد أعرب وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير عن رفض قاطع لخيار إعادتهم للقطاع، وقال إنه طالب نتنياهو بـ«قتلهم أو سجنهم جميعًا» مطالبًا بـ«استغلال الفرصة للإبادة أو التوقيف — لا إطلاق سراحهم بشروط مُهينة». وأكد مكتب الوزير في بيان أن بن غفير طلب من رئيس الحكومة اتخاذ موقف صارم إزاء نحو 200 من المقاتلين الموجودين «عبر الخطّ الأصفر».
بينيت: هؤلاء مسلحون ملطخون بالدماء
المشاركة العلنية للسياسيين كانت حادة؛ فقد وصف نفتالي بينت ما يجري بأنه «سابقٌ لِمثيلٍ له حتى على المستوى العالمي». وقال بينت مخاطبًا الرأي العام: «نجح جنودنا في أسر عشرات من المسلحين في أنفاق رفح. جنودنا الأبطال يحاصرونهم؛ أمامهم خياران: الاستسلام أو الموت. هؤلاء مسلحون يلطخون أيديهم بالدماء. بعضهم شارك في هجوم السابع من أكتوبر، وبعضهم ارتكب جرائم قتل مؤخرة بحق جنودنا». وأضاف بينت مستنكراً ما أسماه «نية الحكومة منحهم عفوًا» بزعم أنهم سيُفرجون عنهم «بدون سلاح»: «هل كانت مشكلة هؤلاء أن لديهم كلاشنيكوف في النفق؟! هؤلاء إرهابيون سيعودون لقتلنا. هم الآن بأيدينا والحكومة تستعد لإطلاق سراحهم — لم يحدث مثل هذا من قبل. دماء أبنائنا ليست رخيصة».
غانتس: وجودهم خارج الخط الأصفر يعني خرق الاتفاق
من جانبه، حذّر رئيس حزب «كاحول لافان» وبيني غانتس من أن «المسلحين الخارجين من المدينة غزّة خرّبوا اتفاق وقف إطلاق النار، وبعضهم شارك في هجمات ضد قواتنا»، محذراً من أن «الإفراج عنهم يتيح لهم الخروج من الأنفاق وإعادة التنظيم — خاصة وأن لدينا أسرى وبارزين ما زالوا في غزّة. إن حدث ذلك فسنعود إلى ما قبل 6 أكتوبر».
هذا وتتصاعد المواقف السياسية بين الدعوات إلى "الحزم من خلال قتلهم" من جهة، والبحث عن حلول ميدانية وسياسية من جهة أخرى، فيما تبدو الحكومة تواجه أسوأ أزمة منذ وقف إطلاق نار على وقع ضغوط كبيرة من السياسيين
First published: 12:27, 03.11.25 


