أعلنت ألمانيا، فرنسا وبريطانيا عن إطلاق جسر جوي فوري لتقديم مساعدات إنسانية من غذاء وأدوية إلى قطاع غزة، في ظل ما وصفه المستشار الألماني فريدريش ميرتس بـ"الوضع الكارثي" في القطاع.
وقال ميرتس، عقب اجتماع استمر أكثر من ساعتين للكابنيت الأمني الألماني، إن هذه الخطوة تمثل "مرحلة أولى فقط" على أن تتبعها خطوات أخرى، مشيرًا إلى أن برلين تدرس فرض مزيد من الضغوط على إسرائيل، بما في ذلك "إبقاء العقوبات مطروحة على الطاولة".
وأوضح ميرتس أنه سيتواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اتخاذ أي قرارات جديدة، في حين يعتزم وزير الخارجية الألماني زيارة الشرق الأوسط الخميس المقبل، ربما برفقة نظرائه من فرنسا وبريطانيا، لتقييم الوضع قبل نهاية الأسبوع. كما أعلنت ألمانيا عن التحضير لمؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بمشاركة باريس ولندن، مؤكدة رفضها أي خطط لترحيل سكان القطاع، قائلًا: "يجب ألا تحدث عمليات ترحيل إضافية".
يأتي ذلك بينما تواجه إسرائيل ضغوطًا أوروبية متزايدة، خصوصًا بعد تقارير عن بحث ألمانيا دعم تعليق مشاركة إسرائيل في برامج الاتحاد الأوروبي البحثية مثل "هورايزن 2020"، ما قد يكلّف اسرائيل نحو 150 مليون يورو من تمويلات التعاون في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.
في الأثناء، انطلقت في نيويورك "مؤتمر الأمم المتحدة لتعزيز حل الدولتين"، بمشاركة عشرات الدول وغياب إسرائيلي وأميركي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في افتتاح المؤتمر إن "حل الدولتين أصبح أبعد من أي وقت مضى"، مشيرًا إلى أن "تدمير غزة كان أمام أعين العالم" وإلى "تهديدات إسرائيل بضم الضفة الغربية" بوصفها أبرز العقبات أمام التسوية.
ورحّب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى بإعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل، داعيًا باقي الدول إلى اتخاذ الخطوة نفسها "دون تأخير".
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إن المؤتمر "يجب أن يكون نقطة تحول نحو تنفيذ حل الدولتين"، فيما وصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الاجتماع بأنه "مرحلة تاريخية ليس فقط لإنهاء الحرب المدمرة المستمرة منذ نحو عامين، بل أيضًا لتهيئة الأجواء الدولية نحو حل الدولتين".