اختناقات مرورية غير مسبوقة | سائقون يشتكون وحوادث قاتلة ترافق الازدحامات

المهندس مأمون بدران: الازدحامات قضية تراكمية لعدة أسباب وإسرائيل الأقل شقا للشوارع بين دول  OECD 

1 عرض المعرض
ازدحامات مرورية
ازدحامات مرورية
ازدحامات مرورية
(Yehoshua Yosef/Flash90)
تشهد شوارع البلاد في الآونة الأخيرة اختناقات مرورية خانقة باتت حديث السائقين والمواطنين على حدّ سواء. واشتكى السائقون، وعلى رأسهم نزار أبو خلف، وهو سائق شاحنة، من الازدحامات المرورية المتكررة على الشوارع المركزية في البلاد، وخاصة على محاور أشكلون – أشدود، وتل أبيب – اللد – بئر السبع.
سائق شاحنة: الازدحامات المرورية تتفاقم وباتت تهدد حياة السائقين
استوديو المساء مع فرات نصار
05:35
وقال أبو خلف خلال حديثه لراديو الناس، اليوم الأربعاء، إنه عالق منذ نحو نصف ساعة في أزمة سير خانقة على مدخل أشدود، لافتًا إلى أنّ ساعات الذروة صباحًا ومساءً تشهد أشد الازدحامات. وأضاف: "حتى شارع رقم 6، الذي فتحوه للتخفيف عن الناس، تحول اليوم إلى بؤرة ازدحامات، فأصبحنا ندفع رسومًا دون أن نستفيد شيئًا".
وأشار إلى أن أعمال التوسعة والترميمات المستمرة على الطرقات، سواء في شارع 6 أو في الشوارع المركزية الأخرى، تزيد من حدة الأزمات، رغم محاولات تنفيذها ليلًا للتخفيف من الضغط النهاري. وأوضح: "العمل بحد ذاته يعطل حركة السير، ومع ذلك حتى بالليل صرنا نواجه أزمات مرورية"، مؤكّدًا أنّ الوصول من تل أبيب إلى بئر السبع قد يستغرق أكثر من ساعتين في النهار، بينما لا يتجاوز نصف ساعة ليلًا في الظروف الطبيعية.
وحذّر أبو خلف من المخاطر المرافقة للازدحامات، قائلاً: "نشهد بشكل شبه يومي حوادث سير مروّعة خلال هذه الأزمات، مثل الحادث القاتل الذي وقع قبل أيام قرب مدخل شارع 6، بسبب أعمال الزفتة والترميمات".
وختم بالقول: "الحل لن يكون إلا باستكمال مشاريع البنية التحتية وتوسيع الشوارع، مع التحلي بالصبر والحذر، لأن أي تهور من السائقين قد يؤدي إلى كوارث"، متمنيًا السلامة لجميع السائقين على الطرق.

المهندس مأمون بدران: الازدحامات قضية تراكمية لعدة أسباب

من جانبه، أوضح المهندس مأمون بدران، المختص في تخطيط الطرق، أن المشكلة لا تعود إلى عامل واحد فقط، بل هي حصيلة تراكمية لعدة أسباب. وقال في حديثه لراديو الناس: "كثرة المركبات ليست المشكلة الوحيدة، فهناك دول أوروبية تملك عددًا أكبر من السيارات لكنها لا تشهد هذه الأزمات. في إسرائيل بدأ العمل على شق الطرق متأخرًا نسبيًا، ومع أن هناك جهودًا حثيثة منذ التسعينيات لبناء وتوسيع الشوارع، إلا أن الدولة تكبر والسيارات تزداد بوتيرة أسرع"، مؤكّدًا أن معدل استيعاب الطرق في إسرائيل هو الأدنى مقارنة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
المهندس مأمون بدران: الازدحامات قضية تراكمية لعدة أسباب
استوديو المساء مع فرات نصار
05:49
وأشار بدران إلى أن غياب التخطيط الشمولي لشبكات المواصلات العامة يفاقم الأزمة، موضحًا: "المشكلة أن البنية التحتية للنقل العام غير كافية. المواطن لا يجد انسجامًا بين مواعيد الحافلات والقطارات، ولا تتوفر شبكة فعّالة تربط البلدات ببعضها. في أوروبا هناك تنسيق دقيق بين وسائل النقل المختلفة، وهذا ما نفتقده هنا"، مضيفًا أن الازدحام داخل القطارات والحافلات يعكس ضعف الاستثمار في بدائل حقيقية للسيارة الخاصة.
وفي ما يتعلق بالبلدات العربية تحديدًا، شدّد بدران على غياب مشاريع مواصلات عامة متكاملة في مناطق الشمال، قائلاً: "مدن مثل طمرة وشفاعمرو لا تملك خطوط نقل عام كافية، ما يضطر العاملين إلى استخدام سياراتهم الخاصة، في حين أن الشوارع غير قادرة على استيعاب هذا العدد المتزايد من المركبات".
كما تطرّق إلى مشكلات الطرق الرئيسية، لافتًا إلى أن "شوارع مثل 70 و85 و6 تحمل أعباء تفوق طاقتها. صحيح أن هناك مشاريع لتوسيعها وحتى لإضافة طبقات جديدة كما هو الحال مع شارع 6، لكن هذا وحده لا يكفي. المطلوب هو تطوير شامل للبنية التحتية وخلق مسارات بديلة وشبكات فرعية تربط البلدات بالطرق المركزية".
وختم بدران بالقول: "الحل لا يكمن فقط في بناء المزيد من الطرق، بل في الاستثمار الجاد بوسائل النقل العام، مثل القطارات الخفيفة، الأنفاق، والمترو. حينها فقط يمكن للمواطن أن يفضّل الحافلة أو القطار على السيارة الخاصة، مما يخفف من الأزمات المرورية"، داعيًا إلى تسريع وتيرة المشاريع بدل الاكتفاء بالخطط الطويلة الأمد.