رياح الأوسكار تهب من أم الفحم | فيلم "أثر الجزار" للممثل عمر سمير يصل النهائيات العالمية

يتناول الفيلم، ومدته 25 دقيقة، قصة رجل يعيش في مواجهة مستمرة مع منظومة سياسية واجتماعية ضاغطة، ويطرح تساؤلات حول الهوية، الانتماء، والكرامة. 

1 عرض المعرض
الفنان عمر سمير في استدويوهات راديو الناس
الفنان عمر سمير في استدويوهات راديو الناس
الفنان عمر سمير في استدويوهات راديو الناس
(راديو الناس)
في إنجازٍ غير مسبوق، يخطو الممثل والمخرج الشاب عمر سمير محاميد من مدينة أم الفحم خطوةً تاريخية في مسيرته الفنية، بعدما تأهّل الفيلم القصير الذي يؤدي بطولته “أثر الجزار” إلى المرحلة النهائية لجوائز الأوسكار للطلاب 2025، ليحجز مكانه بين نخبةٍ من 15 فيلمًا عالميًا ضمن فئة الأفلام الروائية الحية.الفيلم، الذي يحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا ويروي قصة درامية ذات أبعاد اجتماعية وسياسية، حظي بإشادة واسعة من لجان التحكيم والمهرجانات الدولية، حيث يعالج واقع الفلسطينيين في الداخل الإسرائيلي بطريقة تجريدية وسينمائية فنية راقية، بعيدًا عن المباشرة والتكرار.
فيلم أثر الجزار للممثل عمر سمير يصل الأوسكار
اليوم السادس مع محمد أبو العز محاميد
17:39
من غرفة في أم الفحم إلى هوليوود في مقابلة مع راديو الناس، عبّر عمر سمير محاميد عن فرحته الكبيرة قائلاً:"هذا الحلم يرافق كل فنان. الوصول إلى نهائيات الأوسكار مسؤولية كبيرة، وأشعر بفخر مضاعف لأنني أمثل بلدي وعائلتي ومجتمعي في هذا المحفل العالمي". محاميد، الذي بدأ مشواره الفني منذ نعومة أظفاره، أخرج أول فيلم وثائقي له خلال المرحلة الثانوية، بعنوان "ذاكرة وعودة"، وواصل بناء تجربته السينمائية من خلال أعمال مستقلة، رغم قلة الموارد وصعوبة الوصول إلى دعم مؤسساتي. وأكد أن الطريق لم تكن مفروشة بالورود، بل تطلّبت الكثير من العمل التطوعي والاستثمار الذاتي لبناء شبكة علاقات في عالم السينما. وأضاف:"منذ عام 2008 وأنا أتنقل بين المسرح، التصوير، والإخراج. فيلم 'أثر الجزار' هو ثمرة مسيرة طويلة من التجريب، التحدي، والانتماء للفن الذي يعبّر عن قضايانا وهويتنا".
"أثر الجزار": قصة إنسانية بمضمون سياسي يتناول الفيلم، ومدته 25 دقيقة، قصة رجل يعيش في مواجهة مستمرة مع منظومة سياسية واجتماعية ضاغطة، ويطرح تساؤلات حول الهوية، الانتماء، والكرامة. ورغم الخلفية السياسية للقصة، اختار عمر التعامل مع الشخصية من منطلق إنساني بحت، وقال في حديثه:"ما جذبني للدور هو الطابع الإنساني العميق. الفيلم يعكس مشاعر يعيشها كل فلسطيني في الداخل، من شعور بالغربة في الوطن، إلى الصراع بين البقاء والرفض".
وعن أدائه في الفيلم، أوضح أنه استند إلى تجارب ذاتية ومواقف واقعية ليستخرج مشاعر حقيقية تتجاوز الأداء السطحي، مضيفًا:"كل ممثل جيد يجلب جزءًا من ذاته إلى الدور، وأنا وجدت نفسي داخل هذه الشخصية".
تفاعل واسع ورسائل دعم من المجتمع منذ إعلان وصول الفيلم إلى نهائيات الأوسكار، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل الفخر والدعم لعمر، وانهالت التهاني من داخل أم الفحم وخارجها، ما اعتبره محاميد مؤشرًا على تعطّش المجتمع للأخبار المضيئة. "أسعدني حجم التفاعل. هذا دليل على أن مجتمعنا ليس مجتمع عنف كما يُصوّر، بل مجتمع فن وثقافة وإبداع. الناس بحاجة لنماذج إيجابية، وأنا سعيد أن أكون جزءًا من هذه الصورة".
طموحات مستقبلية ورسالة دعم للسينما المستقلة يستعد عمر حاليًا للعمل على مشاريع جديدة، منها فيلمان قصيران وفيلم روائي طويل قيد التطوير، مشيرًا إلى أن السينما المستقلة ما زالت تعاني من نقص الدعم. ووجه نداءً إلى رجال الأعمال والجهات الراعية:"صناعة السينما المستقلة في الداخل مكلفة جدًا، وتفتقر للدعم الكافي. أتمنى أن تتوفر منصات تمويل حقيقية للفنانين كي نواصل تقديم أعمال تليق بنا وتعبر عنا".
كما وجه رسالة خاصة للشباب الطموحين قائلاً:"كنتُ يومًا ذلك الطفل الذي يرى الحلم بعيدًا. لا يوجد شيء مستحيل. الطريق صعب، لكن بالإصرار والعمل يمكن تحقيق الكثير".
كلمة أخيرة نجاح فيلم "أثر الجزار" في الوصول إلى نهائيات الأوسكار ليس إنجازًا شخصيًا فقط، بل هو لحظة مشرقة للسينما في الداخل، ودعوة لتسليط الضوء على الطاقات الشابة التي تصنع من الألم فنًا، ومن التهميش صوتًا عالميًا. للمزيد من المعلومات ومتابعة الأعمال القادمة لعمر سمير محاميد، تابعوا صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي.