تمديد اعتقال المدعية العسكرية العامة الإسرائيلية ثلاثة أيام إضافية – أرسلت قبلة في الهواء لعائلتها داخل القاعة
قرر محكمة الصلح في تل أبيب، اليوم، تمديد اعتقال المدعية العسكرية العامة يِفعات تومر يروشلمي لمدة ثلاثة أيام إضافية، وذلك في ظل استمرار التحقيقات في القضية التي تُشتبه بتورطها فيها.
وأوضحت هيئة المحكمة في قرارها أن "هناك مبررات للاعتقال تتعلق بخطورة الأفعال المنسوبة للمشتبه بها"، مشيرة إلى أن مدة سير التحقيق وظروف المشتبه الشخصية ونتائج الفحص الأولي تستدعي مواصلة التحقيق وهي قيد الاحتجاز. خلال الجلسة، وجهت يروشلمي قبلة في الهواء إلى أفراد عائلتها الذين جلسوا في قاعة المحكمة، في مشهد لفت أنظار الحاضرين.
من جهته، تساءل محامي الدفاع دوري كليسلِبد أمام المحكمة عن سبب عدم الاكتفاء بوضع موكلته قيد الحبس المنزلي، لكن ممثلة الشرطة ردّت بأن هناك "خشية حقيقية من عرقلة مجرى التحقيق".
وأضافت ممثلة الشرطة قائلة: "أخذنا بعين الاعتبار جميع الظروف، وهي معقّدة وصعبة في هذه القضية. إذا تمكنت وحدة التحقيق من إنهاء الإجراءات قريبًا، فلن نُبقي المشتبهين في السجن دقيقة واحدة إضافية. لكن تجاهل أهمية استغلال هذه المرحلة من التحقيق قد يُلحق ضررًا بالمصلحة العامة وباستكمال التحقيق على نحو شامل."
بعد فقدان هاتفها: اعتقال المدعية العامة العسكرية
وبعد أكثر من خمسة أيام على اندلاع الأزمة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الليلة الماضية (بين الأحد والاثنين) المدعية العسكرية السابقة يفاعات تومر-يروشلمي، وذلك بعد ساعات قليلة من اختفائها ثم العثور عليها. إلى جانبها تم توقيف مدير الادعاء العسكري السابق، العميد ماتان سولومش. وتم تقديمهما لتمديد فترة اعتقالهما في محكمة الصلح بتل أبيب.
ويأتي الاعتقال على خلفية اختفاء تومر-يروشالمي لفترة طويلة، حيث عُثر عليها دون هاتفها المحمول، الأمر الذي أثار شبهات حول محاولة عرقلة التحقيق من قبلها. ويشتبه بأن اختفائها كان مخططًا له بهدف خلق "ستار دخان"، حيث يُحتمل أن تكون قد ألقت هاتفها في البحر لإخفاء الأدلة. حالياً، تقبع المدعية السابقة في زنزانة معزولة في سجن نوفه تيرتسا، وقد وجه مفوض مصلحة السجون تعليمات بوضع كاميرات مراقبة في زنزانتها للحفاظ على سلامتها ومنع أي محاولات لعرقلة التحقيق.
أما العميد سولومش فيشتبه أيضاً بمحاولة عرقلة التحقيق، خاصة بعد أن علم بمصدر تسريب الفيديو الذي يوثق تعذيب معتقل في معسكر سده تيميم. وتقوم مجموعة خاصة بقيادة رئيس قسم التحقيقات والاستخبارات في الشرطة، المفتش بوعاز بالت، بالتحقيق في القضية.
وكانت تومر-يروشالمي قد اختفت لساعات طويلة حتى تم العثور عليها مساء أمس قرب منطقة الشاطئ المنفصل في هرتسليا، حيث عُثر على سيارتها مهجورة بالقرب من شاطئ . وحذر سابقاً من تعرضها لضغوط نفسية شديدة ونقد لاذع بسبب تسريب فيديو التعذيب.
وبحسب مصادر، تركت المدعية العسكرية رسالة قصيرة لعائلتها تضمنت جملة "لا تنظروا إلى الوراء"، الأمر الذي أثار قلق عائلتها ودفعهم للتواصل مع الشرطة التي بدأت عمليات بحث بمساعدة الجيش الإسرائيلي الذي أرسل قوات بحرية وطائرات بدون طيار ووحدات أخرى للمشاركة في البحث.
لا تزال تفاصيل العثور عليها متضاربة، لكن من المؤكد أنها تواصلت مع زوجها عبر هاتف نقال لا يعود لها، مما ساهم في تحديد مكانها على قيد الحياة وبصحة جيدة. وبعد العثور عليها، خضعت لفحوصات طبية ونفسية، ثم نقلت إلى مركز الشرطة حيث لم تُستجوب مباشرة في قضية معسكر سده تيميم، بل تم استجوابها بشأن اختفائها وظروفه.
ويُجري المحققون مراجعة لهاتفها النقال الذي تم تحديد آخر موقع له بالقرب من منطقة السيارة المهجورة، حيث تم إغلاق الهاتف لاحقًا، ويشتبه بأن المدعية السابقة عمدت إلى إخفائه عمداً كجزء من خطة التمويه.
وتجدر الإشارة إلى أن الأدلة في قضية التسريب تشمل محادثات واتساب بين تومر-يروشالمي وضابطة في النيابة العسكرية كانت قد أمرتها بتسريب الفيديوهات، كما تضمنت تحديد نوعية المواد والمستلم الذي ينبغي تسليمها له.
First published: 10:06, 03.11.25 


