قال رئيس الحكومة ووزير الأمن وقائد الجيش الإسرائيلي الأسبق إيهود براك في حديث للقناة 12 العبرية إن إسرائيل تستطيع أن تقصف موقع فوردو في إيران الكامن بعمق 80 مترا داخل جبل صخري وأن تلحق به ضررا خاصة في الجزء العلوي منه وهو الأكثر رخاوة وبمنظومته الكهربائية لكنها لا تملك طريقا لتدمير قلب المنشأة النووية الخاصة بـ التخصيب هذه. لكن النقطة الجوهرية التي أرغب بالتوقف عندها هي كالتالي: الحقيقة على أرض الواقع هي أنه حتى لو انضمت الولايات المتحدة ودمرت منشأة فوردو ونتنز وغيرهما بالكامل تبقى إيران دولة على حافة النووي لأنها نجحت بـ تخصيب 450 كيلوغرام من اليورانيوم بدرجة 60 بالمائة وينقصها 30 بالمائة من التخصيب حتى تصل الدرجة العسكرية وهي تخبئ هذه المواد في مواقع آمنة وتستطيع متى وأينماء تشاء وهي ليست بحاجة لمنشأة كبرى وبمقدورها أن تنتقل خلسة لموقع صغير جدا أو داخل بناية مهجورة كي تواصل مواصلة مشروعها النووي وهذا لا نحن ولا الأميركيين نملك قدرة على منع ذلك".
إعاقة المشروع النووي بـ أسابيع أو شهور فقط
ومضى نتنياهو في خفض سقف التوقعات :"ربما نستطيع نحن إعاقة مشروعهم النووي بـ أسابيع وربما تستطيع الولايات المتحدة إعاقته بشهور ولكن ليس أكثر من ذلك وهدا لا يغير الصورة. وردا على سؤال ما الجدوى إذن وعما إذا كانت إسرائيل بحاجة للشروع بهده الحرب قال براك:"حسب ما سمعت أن هناك معلومات استخباراتية وصلت الكابنيت. أتمنى وأثق بأنها صحيحة تفيد بأن الإيرانيين قريبون جدا من إنتاج سلاح نووي فعلا. في مثل هده الحالة يمكن تبرير قرار إسرائيل لأنه لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي ريثما يمتلكون قنبلة بالفعل، حتى وإن جاءت العملية العسكرية متأخرة أو كانت النتيجة النهائية غير مؤكدة بالكامل.
أسوأ احتمال ممكن
ويتابع براك حديثه :"بعدما قلنا دلك فإن نقول حول السؤال ماذا بعد وإلى أين سيقودنا هذا؟ هناك عدة احتمالات أولها سيناريو هو الأفضل : انضمام الولايات المتحدة وإن كان من المفضل لو أنها انضمت مند البداية لأننا معا يمكننا تحقيق مكاسب أكبر بدلا من إصابات جزئية. مع الأميركيين يمكننا التطلع لـ إسقاط النظام الحاكم وهذا الطريق الحقيقي الوحيد لوقف المشروع النووي الإيراني ولا أعرف إدا كان هدا بيدنا لوحدنا. ترامب ربما يضرب في فوردو لكن تقديراتي أنه لن ينضم لـ حرب مع إيران بكل حال. الإمكانية الثانية هي أن الحملة العسكرية الحالية التي تحقق مكاسب كبيرة بـ مقاسات عالمية وتعزز مكانتنا وقوة ردعنا قادرة على إضعاف إيران وإعادتها لـ طاولة المفاوضات وصولا لـ اتفاق على أمل أن يكون أفضل من الاتفاق السابق".
حرب استنزاف ودفع الإيرانيني للأمام بدلا من الخلف
الإمكانية الثالثة المحتملة حسب براك:" إمكانية سيئة وفيها نتورط بـ حرب استنزاف طويلة مع إيران،تتناقص الصواريخ المضادة المطلوبة بيدنا وبيد الأميركيين وهدا سيء جدا لنا ولهم. في هده الإمكانية سيساعدنا ترامب بالتسليح فقط دون تدخل مباشر،والأسوأ هنا أن يستنتج الإيرانيون بأن الطريق الوحيدة لضمان بقاء النظام وعدم مهاجمة إيران هو الاندفاع لـ حيازة القنبلة النووية بكل قوة وعندها تكون الحرب قد شجعت إيران ودفعتها بسرعة أكبر لـ السلاح النووي بدلا من إعاقتها.وبدلا من دفع المشروع النووي الإيراني للخلف نجد أنفسنا ندفعه للأمام وهدا سيناريو صعب وإشكالي وليس غير واقعي أبدا.
محاولتنا الفاشلة في استبدال النظام في لبنان، ألا يجب أن تدفعنا لنكون أكثر تواضعا وواقعية في تحديد الحرب مع إيران؟
"خطتنا بتغيير النظام في لبنان قبل 40 سنة كانت طموحة جدا ومرتبطة بـ أحلام خيالية غير واقعية ولكن اليوم نحن أمام وضع أكثر واقعية وجدية فالخطر أن تتحول إيران لـ نووية سيدفع الدول من حولنا كالسعودية ومصر وتركيا لسباق تسلح نووي وهدا تهديد خطير جدا ومعقد حتى لو كان غير وارد الآن خيار إلقاء قنبلة نووية نحونا لأسباب جيدة يعرفونها. في ظل هدا الوضع ولكوننا غير قادرين على انتزاع قدرات إيران النووية فإن الحل الوحيد لمنعها من سلاح نووي هو عبر إسقاط النظام. المشكلة الحقيقية الآن ليست الرهان على ترامب هل ينضم أم لا، ففي الحقيقة أن أمريكا لم تنتصر لا في العراق ولا أفغانستان ولا فيتنام وغيرها.لدا لا أؤمن أن ترامب سينضم للحرب على إيران بل ربما يشارك في ضربة على موقع فوردو كي يقول لنفسه وللعالم "لقد شاركت".
وهل مقود القيادة في إسرائيل اليوم بأيد آمنة؟
"يسألونني في الخارج أيضا هل يمكن أن تكون هده الحرب على إيران قد شنت من أجل صرف الأنظار عن كل ما يحدث في البلاد لكنني آمل وأئمن أن ما يجري ينم عن اعتبارات نظيفة. هدا السؤال مرتبط بـ حقيقة استخباراتية لا أعرفها: هل فعلا قررت إيران الاندفاع نحو سلاح نووي فعلا وفقا لمعلومات قاطعة. عندها يكون هناك مبررات للحرب. لكن هناك أمر وحيد مقلق: نتنياهو قال لنا بنفسه إن الحرب وفقا لـ الخطة الأصلية كانت ستتم في نيسان لكن تم تأجيلها لـ حزيران دون دكر الأسباب. هدا يعني أنه فكر بـ حرب على إيران فيما الحرب في غزة مستمرة ودون التفكير بـ استعادة المخطوفين أولا ووقف الحرب ونقل الوحدات الخمس من غزة والتركز بـ الحرب على إيران وهي دولة كبيرة جدا. هدا يثير شبهات أننا أمام موضوع تم طرحه ومناقشته دون اعتبارات نظيفة".