استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، وسط تقارير عن سقوط مئات القتلى والجرحى. هذا التصعيد العسكري، بحسب النائب أيمن عودة، ليس مجرد تطور أمني، بل جزء من خطة سياسية يقودها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لضمان استمراره في الحكم، لا سيما في ظل التحديات الداخلية التي يواجهها، سواء على صعيد تمرير الميزانية أو الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي.
في حديث لراديو الناس مع الإعلاميين محمد مجادلة وسناء حمود، قال عودة:"نتنياهو لديه مشكلة في تمرير الميزانية، وهناك تهديد لحكومته، وكان الثمن الذي طلبه بن غفير للعودة هو استئناف الحرب. المفاوضات بين الطرفين أدت إلى هذا القرار، مما يعني أن حكومة نتنياهو ستستمر، وبن غفير سيعود، والميزانية سيتم تمريرها."
وأضاف أن الحرب تلعب دورًا تكتيكيًا لصالح نتنياهو، قائلاً:"وجود الحرب يقلل من إمكانية خروج احتجاجات شعبية ضده. كما أن تقديم اجتماع الحكومة إلى يوم الثلاثاء بدلاً من الأربعاء هو جزء من هذه التكتيكات، حيث يسمح له بتمرير قرارات حاسمة قبل أن تتفاعل المعارضة بشكل كامل."
إقالة رئيس الشاباك ومعركة السيطرة على مؤسسات الدولة
أما بخصوص قرار نتنياهو بإقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، فقد رأى عودة أن هذه الخطوة ليست مجرد تغيير إداري، بل تأتي ضمن معركة نتنياهو ضد ما يسميه "الدولة العميقة"، أي المؤسسات الأمنية والقضائية التي تعارض سياساته.
وقال:"إقالة رونين بار ليست مسألة أمنية بقدر ما هي صراع على السيطرة بين نتنياهو ومؤسسات الدولة العميقة. هذه المؤسسات التي، رغم أنها عنصرية ضد العرب، كانت تلعب دورًا في الحد من بعض توجهات اليمين المتطرف. الآن، نتنياهو يحاول تحطيمها لتكون له اليد الطولى في اتخاذ القرار دون معارضة."
وأشار عودة إلى أن هذا الصراع يهم المواطنين العرب أيضًا، موضحًا:"لا يمكننا أن نقول إن هذه القضايا لا تعنينا. هل نريد أن تكون إسرائيل أكثر فاشية أم أن نخوض معركة تراكمية لجعلها أقل عدوانية؟ هذا سؤال يهم كل مواطن عربي، لأن مستقبلنا مرتبط بهذه التطورات."
دور العرب في مواجهة اليمين المتطرف
وعن موقف المواطنين العرب من الحراك السياسي في إسرائيل، قال عودة إن عليهم أن يكونوا فاعلين في مواجهة الفاشية الصاعدة، مشددًا على أن الصوت العربي كان بإمكانه منع صعود اليمين لو تم التصويت بشكل مكثف في الانتخابات السابقة.
"منذ 1996 وحتى اليوم، لو أن نسبة تصويت العرب كانت مساوية لنسبة تصويت اليهود، لما وصل الفاشيون إلى الحكم. هذا يعني أننا بحاجة إلى تحمل المسؤولية والتصرف بحكمة، حتى نتمكن على الأقل من منع تمدد هذه القوى المتطرفة."
كما أكد أن المشاركة السياسية للعرب يجب أن تكون وفق رؤية خاصة بهم، لا مجرد اندماج في الحراك الإسرائيلي العام:"نحن لا يمكن أن نجلس في البيت ولا أن نتماهى تمامًا مع المركز-يسار الصهيوني. علينا أن نشارك من خلال موقف ديمقراطي صدامي يعبر عن مصالحنا كعرب في هذه البلاد."