خلصت دراسة حديثة إلى أن الشعور بالسعادة قد يُسهم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، إذ تبين أن السعداء يتمتعون بصحة أفضل، وفق ما نقلته صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
تشمل الأمراض المزمنة غير المعدية، مثل أمراض القلب والسرطان والربو والسكري، نحو ثلاثة أرباع الوفيات حول العالم. وبينما تُعزى هذه الأمراض عادة إلى عوامل وراثية أو بيئية أو إلى نمط الحياة، فإن باحثين أكدوا أن السعادة تلعب دوراً مهماً في الحماية منها.
وتوضح منظمة الصحة العالمية أن مفهوم الصحة لا يقتصر على السلامة الجسدية فحسب، بل يشمل أيضاً الرفاه العقلي والاجتماعي، ما يجعل للسعادة تأثيراً مباشراً في معدلات الإصابة بالأمراض. ومع ذلك، غالباً ما تركز جهود الصحة العامة على محاور تقليدية مثل مكافحة التدخين وسوء التغذية وقلة النشاط البدني.
وقالت البروفسورة يوليا إيوجا، الباحثة الرئيسية في جامعة ألبا يوليا الرومانية: «السعادة ليست مجرد شعور ذاتي، بل هي مورد صحي قابل للقياس».
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Frontiers in Medicine، اعتمدت على بيانات من 123 دولة بين عامي 2006 و2021، جمعت من منظمات صحية وإحصاءات التنمية العالمية واستطلاعات الرأي العام، لقياس العلاقة بين السعادة والصحة من خلال ما يُعرف بـ«سلم الحياة».
وأوضحت إيوجا أن «سلم الحياة» يقيس السعادة من صفر إلى عشرة، حيث يرمز الصفر إلى أسوأ حياة ممكنة، والعشرة إلى أفضل حياة ممكنة. ويُعتبر الأشخاص الذين يسجلون درجات دون 2.7 أقل سعادة، أو حتى معانين من ظروف حياتية صعبة.
وأضافت: "عند تجاوز هذه العتبة، تبدأ السعادة في تحقيق فوائد صحية ملموسة"، فقد وجدت الدراسة أنه مع كل زيادة بنسبة 1٪ في مستوى الرفاهية الذاتية، ينخفض معدل الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 0.43٪ بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عاماً.
كما أشارت النتائج إلى أن الدول التي يتخطى سكانها مستوى 2.7 على سلم السعادة تميل إلى إنفاق أكبر على الرعاية الصحية للفرد مقارنة بالدول الأقل سعادة. وبلغ متوسط مستوى السعادة في الدول التي شملتها الدراسة 5.45، بحد أدنى 2.18 وأقصى 7.97.
ورغم أن أسباب العلاقة بين السعادة والصحة لا تزال غير واضحة تماماً، فإن الخبراء يرجحون أن الشعور بالرضا والرفاهية يقلل من عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
ووفقاً لـ«مؤسسة القلب البريطانية»، فإن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أو السكتات الدماغية مقارنةً بمن يتمتعون بصحة نفسية مستقرة. كما أظهرت دراسات أن التفكير الإيجابي بعد الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، كالسكتة الدماغية أو أمراض القلب، يمكن أن يحد من تفاقمها، في حين بيّنت أبحاث أخرى أن ارتفاع مستويات الأمل لدى النساء قد يحميهن من الذبحة الصدرية.


