موسم الكرز في الجولان يشهد إقبالًا واسعًا رغم ارتفاع الأسعار والمزارعون يحذرون

أوضح بطحيش أن الكرز من أكثر المحاصيل حساسية من حيث المناخ، فهو يحتاج إلى فترة برد مستقرة وعدد ساعات معين من درجات الحرارة المنخفضة. 

1 عرض المعرض
قطف الكرز
قطف الكرز
قطف الكرز
(Flash90)
مع بداية موسم الكرز في هضبة الجولان، تشهد المنطقة حركة نشطة من الزوّار والسياح الباحثين عن التجربة الموسمية في قطف الكرز. إلا أن الموسم الحالي يحمل معه تحديات كبيرة للمزارعين، أبرزها الارتفاع غير المسبوق في الأسعار نتيجة انخفاض كمية الإنتاج بشكل حاد.
وفي حديث ضمن "غرفة الأخبار" عبر راديو الناس مع الزميلة عفاف شيني، قال المزارع ظافر بطحيش، صاحب بساتين كرز في الجولان:"هذا العام نواجه تراجعًا كبيرًا في المحصول. في بعض المناطق، الكمية لا تتجاوز 50% مقارنة بمعدلات السنوات الماضية، وذلك بسبب تقلّبات المناخ وغياب البرودة المطلوبة في فصل الشتاء التي تُعد ضرورية لنمو الكرز".
ظافر بطحيش : الإنتاج أقل من 50% في بعض المناطق والأسعار تعكس أزمة حقيقية
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
06:38
أزمة مناخية تُهدد زراعة الكرز أوضح بطحيش أن الكرز من أكثر المحاصيل حساسية من حيث المناخ، فهو يحتاج إلى فترة برد مستقرة وعدد ساعات معين من درجات الحرارة المنخفضة. "في السنوات الأخيرة نشهد شتاءً متأخرًا وصيفًا يمتدّ لفترة أطول، وهذا ينعكس مباشرة على كمية الثمار"، مضيفًا أن "حتى في فترات البرد، لا تصل درجات الحرارة إلى الحد الأدنى اللازم لتحفيز الإثمار كما يجب". كما أشار إلى وجود تحديات أخرى مثل انتشار الحشرات والآفات الزراعية، التي تُشكل عبئًا إضافيًا على المزارعين رغم استخدامهم لأساليب مكافحة حديثة.
الأسعار المرتفعة والقلق الشعبي سجلت أسعار الكرز هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا، ما أثار تذمر الزوار والمستهلكين، خصوصًا مع الغلاء العام في أسعار المواد الغذائية في البلاد، وعلى رأسها اللحوم ولحم الخروف تحديدًا. وتساءل كثيرون في وسائل التواصل الاجتماعي:"بعد هذا الغلاء، ماذا سنقدّم في العيد؟"
وفي رده على ذلك، شدّد بطحيش على أن الأسعار المرتفعة لا تعني زيادة أرباح المزارعين، بل تعكس الكلفة العالية للإنتاج في ظل تراجع الكميات، قائلاً:"حين يقلّ الإنتاج، تزداد التكلفة لكل كيلوغرام. نحن نحاول فقط تغطية المصاريف، وليس تحقيق أرباح كبيرة كما يعتقد البعض".
دعوة لزيارة الجولان والتنسيق المسبق
رغم هذه التحديات، أكد بطحيش أن موسم الكرز لا يزال فرصة مميزة لزيارة الجولان والاستمتاع بجماله، لافتًا إلى أن أفضل فترة للزيارة هي من أواخر حزيران وحتى بداية تموز، حيث تنضج غالبية الأنواع وتكون الكميات في ذروتها.
وقال:"نرحّب بكل الزوار من الجليل والمثلث والنقب، لكننا ننصحهم بالتنسيق المسبق مع أصحاب البساتين، لتفادي الازدحام وضمان تجربة مريحة خلال عطلة العيد".
وختم بطحيش حديثه برسالة أمل:"رغم كل ما نواجهه من أزمات مناخية واقتصادية، الجولان يبقى بيتًا مفتوحًا للجميع، ونتطلع لأن يحمل هذا الموسم الخير للمزارعين والزوار على حدّ سواء".