قال وزير الأمن الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، مساء اليوم (الاثنين)، إن "الجيش الإسرائيلي هاجم أهداف في سوريا كرسالة تحذير للنظام السوري بأننا لن نسمح بالمسّ بدروز سوريا".
وشهد الجنوب السوري تصعيدًا غير مسبوق، اليوم، حيث أعلنت وزارة الداخلية السورية مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة نحو 100 آخرين في محافظة السويداء، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن شن غارة إسرائيلية استهدفت "دبابات سورية تجاوزت الخط العازل قرب الجولان".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب، أن مقاتلاته قصفت عددًا من الدبابات في منطقة قرب سميع جنوب سوريا، موضحًا أن الآليات عبرت إلى منطقة منزوعة السلاح حددتها إسرائيل سابقًا كحدود فاصلة في الجولان.
وأشار مصدر أمني إسرائيلي إلى أن التحرك جاء لمنع وصول تعزيزات عسكرية سورية لدعم قوات موالية للنظام السوري، التي تخوض مواجهات عنيفة في السويداء.
اتساع الاشتباكات في السويداء
ولفتت مصادر ميدانية إلى أن الاشتباكات التي اندلعت منذ أيام في المحافظة اتسعت بشكل غير مسبوق، مع تحشيد مسلحين من عشائر بدوية في مواجهة فصائل محلية درزية، وسط اتهامات متبادلة بالخطف والقتل، وتحذيرات من تحول النزاع إلى حرب أهلية مصغرة.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية السورية إنها بدأت تنفيذ خطة انتشار ميداني بالتنسيق مع وزارة الدفاع، بهدف "فض النزاع" و"إيقاف الاشتباكات" و"إحالة المتسببين إلى القضاء".
لكن مصادر محلية أكدت أن المواجهات تجددت فجر الاثنين، خصوصًا في الريف الغربي، حيث استخدمت الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وشهدت بلدات مثل الطيرة وسميع والمزرعة قصفًا بالهاون وهجمات بطائرات مسيرة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات ونزوح جماعي.
اكتظاظ المشافي
وقال ناشطون إن أكثر من 300 عائلة فرّت من منازلها في الريف الغربي باتجاه مدينة السويداء، وسط صعوبات في تأمين المأوى والمساعدات. وأوضحت مصادر طبية أن المستشفيات المحلية تعاني من اكتظاظ كبير، مع استقبال مئات المصابين، في حين تفتقر المنطقة إلى بنية تحتية صحية كافية.
واتهم الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في السويداء، قوات الأمن السورية باستهداف القرى الحدودية "بحجة الحماية"، وقال إنهم استخدموا المدفعية والطائرات المسيرة ضد المدنيين. وطالب الهجري بحماية دولية "عاجلة" لوقف ما سماه الاعتداءات.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن عنصرين من الجيش السوري قُتلا خلال محاولتهم فض الاشتباكات وحماية المدنيين. وأشار الناطق باسم الداخلية السورية إلى أن الخطة الأمنية وضعت بالتنسيق مع "الأطراف الفاعلة" في المحافظة، مؤكدًا أن "بعض المجموعات الخارجة عن القانون تحاول مصادرة صوت التيار المدني".
وشهدت مناطق مثل حي المقوس أعنف المواجهات، حيث تحدث ناشطون عن سقوط خمسة قتلى بينهم طفل، إضافة إلى حرق منازل وصعوبة في إجلاء الجرحى. وأشار آخرون إلى أن حالة الفوضى زادت بفعل التحريض الطائفي وانتشار السلاح وتعدد الفصائل المسلحة.
مخاوف من تكرار سيناريوهات أخرى
في المقابل، حذر ناشطون من أن غياب الحل السياسي الجاد يهدد بتفكك النسيج الاجتماعي للسويداء، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات مناطق سورية أخرى.
وقال مصدر محلي إن بعض قوات الأمن والجيش السوري دخلت فعلاً إلى مدينة السويداء صباح الاثنين بعد مواجهات عنيفة، فيما تستمر المفاوضات مع وجهاء المحافظة لنزع سلاح الفصائل وضبط الأمن بشكل كامل.
وتأتي هذه التطورات في وقت قالت فيه مصادر إسرائيلية إن تحليقًا مكثفًا للطيران الإسرائيلي سُجل في أجواء الجنوب السوري، وسط ترجيحات بأن إسرائيل تراقب الأوضاع عن كثب وتحاول منع أي تغيير ميداني كبير قد يعزز الوجود الإيراني أو قوات النظام قرب حدودها.
First published: 16:59, 14.07.25