أفاد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بأن صندوق رفات جندي إسرائيلي كان مختطفًا في قطاع غزة تم تسليمه اليوم (الأربعاء) إلى طواقم الصليب الأحمر الدولي، وهو في طريقه إلى إحدى وحدات الجيش داخل القطاع. وجاء ذلك بعد إعلان حركة الجهاد الإسلامي العثور على جثمان أحد الجنود المحتجزين خلال عمليات تمشيط شمال القطاع.
ووفق تقارير فلسطينية، فقد جرى العثور على الجثمان في بيت لاهيا بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بينما أشار بيان صادر عن الجهاد الإسلامي إلى أن تسليم الرفات يتم وفق "إجراءات تمهيدية" و"بروتوكولات متفق عليها".
عائلة ران غويلي: الجثمان لا يعود لابننا
في بيان مشترك، أكد الجيش الإسرائيلي والشاباك أن حركة حماس مطالَبة بالوفاء بالاتفاق وبذل كل الجهود لإعادة جميع الجنود المحتجَزين الذين قُتلوا خلال الحرب.
في المقابل، قالت عائلة الجندي رن غويلي إن الإشارات الأولية التي تلقتها تفيد بأن الرفات المُسلَّمة ليست لابنها.
وبحسب بيان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإن الصندوق سيُرسل فور استلامه إلى المعهد الوطني للطب الشرعي للتعرف على الهوية، قبل إبلاغ العائلات رسميًا.
خلفية القضية
قبل أيام قليلة، أعلن مكتب رئيس الحكومة أن الفحوصات التي أُجريت لعينات وصلت من غزة لم تتطابق مع أي من هوية الجنديين المحتجزين:
الرقيب أول رن غويلي — 24 عامًا، من بلدة ميتار، كان مقاتلًا في وحدة "اليسام"، وقُتل في مواجهات بكِبُوتس عوليم، بعد أن أنقذ حياة عشرات المدنيين وفق الرواية الإسرائيلية.
سوتاتيساك رينتلاك — مواطن تايلاندي يبلغ من العمر 43 عامًا، قُتل في كيبوتس باري بعد سنوات من العمل في الزراعة بإسرائيل.
ولا تزال جثتا غويلي ورينتلاك محتجزتين داخل غزة منذ الحرب، بعد أن تمت استعادة رفات الجندي درور أور الأسبوع الماضي.
جهود مستمرة للعودة
الحكومة الإسرائيلية شددت على أن عمليات استعادة رفات الجنود لن تتوقف حتى إعادتهم لـ"دفن لائق في وطنهم" وفق تعبيرها.
وبين التصريحات المتضاربة بين الفصائل الفلسطينية والجهات الإسرائيلية، تبقى الجهود مستمرة لمعرفة ما إذا كان الرفات المُسلَّمة اليوم تمثل اختراقًا فعليًا في هذا الملف الإنساني المعقد — أم خطوة مؤقتة على طريق طويل نحو الحسم.

