2 عرض المعرض


الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي بوتين في موسكو في زيارة تاريخية
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
شرح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في حديث مطوّل مع مجلة المجلة، ملامح التحوّل السياسي الذي شهدته سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وصولًا إلى حضور الرئيس أحمد الشرع على منصّات دولية، ولقائه قادة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. وأشار الشيباني إلى أنّ هذا الصعود “لم يكن مفاجئًا” في نظره، مؤكّدًا أنّه عمل على بناء شبكة علاقات خارجية منذ عام 2018، ما ساعد على تشكيل رؤية مسبقة للمرحلة الانتقالية.
دبلوماسية «الصراحة»
وأوضح الشيباني في اللقاء أنّ الدبلوماسية السورية الجديدة تقوم على “الصراحة والواقعية”، بعيدًا عن خطاب النظام السابق أو المزايدات الثورية. وأضاف أنّ البلاد “منهكة ومحتاجة لدعم الجميع”، وأنّ هدف الحكومة الانتقالية هو إعادة بناء العلاقات على أسس واضحة، ما أثار اهتمامًا خارجيًا سريعًا انعكس من خلال استقبال وفود دولية وزيارات متلاحقة للقيادة السورية.
أولويات المرحلة الجديدة
قال الشيباني إنّ أول زيارة خارجية كانت إلى السعودية، ومنها بدأت سوريا “رفع علمها من جديد” على منصّات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. ورغم التحفّظ الأمريكي الأولي، شهدت العلاقات تسارعًا كبيرًا خلال الأشهر الأولى بعد التغيير.
بناء الثقة عبر الالتزام
وأشار إلى أنّ الثقة الدولية تشكّلت عندما لاحظت العواصم أن “ما تم التعهّد به يحدث فعلاً على الأرض”، سواء في ضبط الأمن، أو مواجهة التنظيمات المتطرفة، أو إدارة المرحلة الانتقالية دون فوضى.
“العقدة الروسية”: كيف فُكّت؟
تحدّث الشيباني عن مراجعات داخلية مطوّلة لأسباب انهيار المناطق الثورية بين 2016 و2020، موضحًا أنّه لا يمكن إعادة تشكيل سوريا دون معالجة ملف القوة الجوية الروسية، التي حسمت المعارك سابقًا عبر القصف ثم التقدّم البري.
خطة الحسم
أوضح أنّ الحكومة المؤقتة راقبت قاعدة حميميم بدقة، وقدّرت بأن استئناف القصف على إدلب أو حلب سيعيد البلاد إلى نقطة الصفر. لذلك حاولت القيادة “فهم المصالح الروسية الحقيقية: هل هي مع بشار الأسد كشخص؟ أم مع سوريا كفضاء نفوذ؟”.
وأضاف أنّ المعارضة تفادت الاحتكاك بالمواقع الروسية المباشرة، وفتحت جبهة بعيدة عنهم، بينما هيّأت الظروف لاتصال سياسي مباشر.
2 عرض المعرض


وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رفقة وزير الخارجية الأمريكي روبيو
(تصوير: مكتب الخارجية السورية)
لحظة باب الهوى
كشف الشيباني أنّه التقى مسؤولًا روسيًا رفيعًا “أقرب إلى الرئيس بوتين نفسه”، في معبر باب الهوى. وقال إنهم استمعوا لطرح واضح: إسقاط الأسد لا يعني خروج روسيا من سوريا. وأكد أنّ هذه الجملة كانت حاسمة في دفع موسكو لإعادة تقييم موقفها.
نقطة التحوّل
وفق الشيباني، ما إن أبلغ الروس بأن المعارضة ستصل دمشق خلال 48 ساعة، حتى بدأت موسكو سحب أصولها من العاصمة، وهو ما لاحظه محيط الأسد، ليبدأ الانهيار الداخلي للنظام.
تجنّب معركة دمشق
قال الشيباني إن القيادة الانتقالية أصرت على تجنّب معركة دامية داخل دمشق، نظرًا لحساسيتها العمرانية والتاريخية، مؤكدًا أنّ أي قصف كان سيؤدي إلى “دمار لا يمكن إصلاحه”.
العلاقة مع موسكو اليوم
أشار الشيباني إلى أنّ مستقبل القواعد الروسية في حميميم وطرطوس لا يزال قيد التفاوض، موضحًا أنّ الاتفاق السابق كان “أحاديًا بالكامل” وموقّعًا مع النظام السابق دون رقابة برلمانية. وأكد أنّ بقاء تلك القواعد مرهون بـ“المصلحة السورية أولًا”، وأنّ بلاده “لن تحتفظ بقواعد كديكور سياسي”.
علاقات دولية موسّعة
أوضح الشيباني أنّ القيادة السورية الجديدة تحرص على علاقات مع جميع الدول، بما في ذلك الصين، معتبرًا أنّ العالم “يتوق إلى نموذج نجاح عربي” يعوّض خيبات العقد الماضي.
يشدد الشيباني على أنّ الدبلوماسية الجديدة تعتمد العمل الهادئ، والتدرّج، والإخلاص في السعي لبناء دولة مستقرة، بعيدًا عن الشعارات أو العزلة.
