"أطفالنا ينامون جوعى" | شهادة ميدانية تكشف مأساة المدنيين في غزة

بلسم، التي ترعى طفلتها مريم (7 سنوات) بمفردها، أوضحت أن فقدان الدواء حرم عائلتها من علاج ابن شقيقها المريض، ما أدى لوفاته قبل سبعة أشهر. وأضافت أن معظم الناس باتوا يتمنون فقط توفير الغذاء لأطفالهم، حتى لو استمرت الحرب

سناء حمود, محمد مجادلة|
1 عرض المعرض
الجوع في غزة
الجوع في غزة
الجوع في غزة
(Flash90)
تتزايد المؤشرات على أن الحكومة الإسرائيلية تستعد لاتخاذ قرار استراتيجي باحتلال قطاع غزة بالكامل، في خطوة قد تمثل تحولًا كبيرًا في مسار الحرب المستمرة منذ قرابة عامين. ووفق مصادر مقرّبة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن الخطة تشمل توسيع العمليات العسكرية لتشمل مدينة غزة ودير البلح، وصولًا إلى السيطرة على كافة أرجاء القطاع، حتى في المناطق التي يُشتبه بوجود مختطفين إسرائيليين فيها.
شهادة ميدانية تكشف مأساة المدنيين: "أطفالنا ينامون جوعى"
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
07:16
هذا التوجه العسكري يأتي بعد أيام من تصريحات نتنياهو التي أعلن فيها عزمه دعوة الكابينت الأمني لبحث "تحقيق حسم نهائي مع حماس، وتأمين تحرير المختطفين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا على إسرائيل مستقبلًا". إلا أن الخطوة قوبلت بانتقادات داخلية، إذ اعتبر معارضون أنها قد تعقّد ملف المختطفين وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
أطفالنا ينامون بالجوع وفي شهادة إنسانية مؤثرة لراديو "الناس"، تحدثت بلسم، وهي أم غزية فقدت زوجها في بداية الحرب، عن الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع منذ آذار الماضي، حيث قالت:"الوضع مأساوي، كلمة مأساوي قليلة. الجوع ونقص الدواء أهم عند الناس الآن من القصف والموت، لأن أطفالنا ينهارون أمام أعيننا. المساعدات لا تصل إلينا مباشرة، والأسعار في الأسواق خيالية، لا قدرة لنا على الشراء حتى إن كانت بعض السلع متوفرة."
نقص الدواء حرمنا من علاج طفل بلسم، التي ترعى طفلتها مريم (7 سنوات) بمفردها، أوضحت أن فقدان الدواء حرم عائلتها من علاج ابن شقيقها المريض، ما أدى لوفاته قبل سبعة أشهر. وأضافت أن معظم الناس باتوا يتمنون فقط توفير الغذاء لأطفالهم، حتى لو استمرت الحرب.
مستقبل غامض وعن الأجواء في غزة بعد الأنباء عن نية إسرائيل توسيع الحرب، قالت بلسم: "هذه الأخبار تحبطنا أكثر، قبل أسبوعين كان هناك حديث عن هدنة واتفاق، وكنا متفائلين، لكن الآن عدنا إلى نقطة الصفر. نشعر أننا ندور في دائرة مغلقة، ولا نملك القدرة على الخروج منها." ورغم كل الصعوبات، تحاول بلسم أن تمنح ابنتها الأمل: "أعدها أن الحرب ستنتهي وأن الحياة ستتحسن، ربما نسافر يومًا ما، وتساعدني كما أساعدها الآن. الأمل هو ما يبقينا على قيد الحياة."
وتعكس هذه الشهادة حجم المعاناة اليومية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وسط أزمة إنسانية حادة تتفاقم مع استمرار الحصار، وانعدام الأمن الغذائي، ونقص الأدوية، وتواصل العمليات العسكرية.