مستشار ماكرون: نتنياهو يتصرف ببلطجية، ولو كانت تصريحات وزرائه في فرنسا لزُجّ بهم في السجون

نتنياهو انتقد فرنسا بشدة، واتهمها بأنها "مقصّرة في مواجهة موجة اللاسامية المتصاعدة"، مشيرًا إلى أن قرارها بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "يمنح شرعية لهذه التوجهات ويُضعف الموقف الدولي في مواجهة الإرهاب"، على حد وصفه. 

سناء حمود, محمد مجادلة|
1 عرض المعرض
الرئيس الفرنسي ماكرون مع رئيس الوزراء نتنياهو
الرئيس الفرنسي ماكرون مع رئيس الوزراء نتنياهو
الرئيس الفرنسي ماكرون مع رئيس الوزراء نتنياهو
(فلاش 90)
أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة رسمية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعرب فيها عن استيائه من قرار باريس الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرًا أن الخطوة "خطأ سياسي خطير واستجابة مباشرة لتنامي النزعات المعادية لإسرائيل في أوروبا".
مستشار ماكرون: نتنياهو يمارس "بلطجة سياسية" ويستفز قادة العالم
هذا النهار مع محمد مجادلة وسناء حمود
16:32
نتنياهو انتقد فرنسا بشدة، واتهمها بأنها "مقصّرة في مواجهة موجة اللاسامية المتصاعدة"، مشيرًا إلى أن قرارها بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "يمنح شرعية لهذه التوجهات ويُضعف الموقف الدولي في مواجهة الإرهاب"، على حد وصفه.
"نتنياهو يتصرف ببلطجية" في المقابل، جاء ردّ لاذع من باريس عبر عوفر برونشتاين، مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، الذي صرّح في مقابلة خاصة مع راديو الناس بأن "نتنياهو يستفز قادة العالم بتصرفاته البلطجية"، مضيفًا أن الإليزيه طالب منذ أكثر من عام بإنهاء الحرب على غزة التي "تجاوزت كل الحدود الإنسانية". برونشتاين شدد على أن تصريحات وزراء إسرائيليين ضد العرب والفلسطينيين "لو صدرت في فرنسا، لكان أصحابها في السجون بتهم التحريض على الكراهية والعنصرية". وأضاف: "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يغضّ النظر أكثر مما يحدث في غزة، من قتل للمدنيين وتدمير للبنية التحتية".
الأزمة الدبلوماسية تتعمّق التوتر بين باريس وتل أبيب ليس جديدًا، إلا أن رسالة نتنياهو وما تبعها من ردود فرنسية، تكشف عن أزمة دبلوماسية آخذة بالتصاعد، خصوصًا أن باريس ترى نفسها لاعبًا محوريًا في الجهود الدولية لوقف الحرب وإعادة إطلاق مسار سياسي. في هذا السياق، أوضح برونشتاين أن أوروبا لم تعد قادرة على الصمت، وأن قرار فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعكس "قناعة بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لوضع حدّ للحرب المستمرة منذ قرابة العام".
انتقادات داخلية ودولية تصريحات نتنياهو الأخيرة تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على حكومته لإنهاء العمليات العسكرية في غزة. كما تشهد إسرائيل نفسها انقسامًا داخليًا حادًا حول استمرار الحرب، حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد القيادة السياسية، وسط دعوات لعقد صفقة لإطلاق سراح المختطفين وإنهاء القتال. ويبدو أن الأزمة بين إسرائيل وفرنسا قد تتحول إلى اختبار جدي للعلاقات الإسرائيلية-الأوروبية، خاصة مع حديث مسؤولين فرنسيين عن ضرورة "إعادة صياغة" العلاقة مع حكومة نتنياهو التي تواجه اتهامات متزايدة بالعزلة الدولية.