شهدت الأيام الأخيرة تطورًا دبلوماسيًا لافتًا في ملف مفاوضات التهدئة وتبادل المختطفين، مع إجراء الوزير الإسرائيلي للشؤون الإستراتيجية، رون درمر، مكالمة غير مسبوقة مع رئيس وزراء قطر، بتنسيق وضغط من مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتيكوف، الذي يسعى إلى كسر الجمود والوصول الى اتفاق.
المكالمة – التي كُشف عنها لأول مرة عبر وسائل إعلام عبرية،تأتي رغم المواقف السلبية المعروفة لدرمر تجاه الدوحة، ما يشير إلى ضغوط أميركية مكثفة لإحياء المسار التفاوضي عبر قطر ومصر. ويُذكر أن قنوات التفاوض كانت تُدار سابقًا حصريًا من قبل رئيس "الموساد"، قبل أن تُسند المهمة إلى درمر.
ويتيكوف يواصل جهوده من الدوحة بالتعاون مع الوسيط الأميركي-الفلسطيني بشارة بحبح، الذي طُلب منه البقاء في العاصمة القطرية للحفاظ على مسار المفاوضات، في محاولة لإقناع حماس بتعديل موقفها وتقديم مرونة تتيح العودة إلى طاولة المفاوضات قبل عيد الأضحى.
إسرائيل ترفض إرسال وفد
رغم إعلان حماس استعدادها الفوري لبدء مفاوضات غير مباشرة، أكدت مصادر إسرائيلية أن مضمون رد حماس لا يتماشى مع المبادرة الأميركية، بل يعكس تمسكًا بمطالب بعيدة عن المسار المتفق عليه. وأشارت جهات رسمية في تل أبيب إلى أن "لا تغيّر حقيقي في موقف حماس"، وأن الفجوات الجوهرية لا تزال قائمة.
تحذيرات أمنية: خطر انهيار حماس وتمزق السيطرة على ملف المختطفين
في موازاة التوتر السياسي، عبّرت جهات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن قلق متزايد من سيناريو فقدان السيطرة في قطاع غزة، واحتمال تفكك سلسلة القيادة العسكرية لحماس، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتقال المختطفين الإسرائيليين إلى جهات مسلحة متعددة، ما يصعّب أي اتفاق مستقبلي.
وفي تحذير وُصف بـ"الاستثنائي"، نُقل إلى عائلات المختطفين أن استمرار الجمود قد يؤدي إلى فقدان أثرهم بالكامل، ما يضاعف التهديد الأمني والسياسي، ويُغرق إسرائيل في مستنقع غزة لسنوات طويلة.
انقسام داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية
في المقابل، قلّل مسؤول أمني رفيع من احتمالات انهيار فعلي في غزة، معتبرًا أن "سلسلة القيادة في حماس لا تُظهر مؤشرات انهيار حقيقي". وبينما تتباين الآراء داخل إسرائيل، تتصاعد ضغوط عائلات الأسرى التي طالبت الحكومة بـ"التحرك الفوري قبل فوات الأوان".