والد الضحية: “مهدي شاب خلوق… أطلقوا النار عليه دون سبب”
قُتل الشاب مهدي مهند سلامة (إرشيد)، مساء اليوم الجمعة، إثر إصابته برصاص الشرطة خلال مطاردة بوليسية في منطقة وادي عارة، وفق ما أفادت مصادر طبية.
وقالت الشرطة في بيانها إن قوة من وحدة حرس الحدود التابعة للواء الساحل، وخلال نشاط ميداني "لمكافحة الجريمة وضبط السلاح"، رصدت دراجة رباعية (تراكتورون) ووصفتها بأنها "مشتبه بها". وبحسب البيان، فإن سائق الدراجة رفض الانصياع لتعليمات التوقف، وفرّ "بشكل متهور" عبر إشارات مرور حمراء، قبل أن يطلق عناصر الشرطة النار باتجاهه "لتحييد المركبة"، على حد وصفها.
ولكن رواية العائلة تختلف بالكامل عمّا ورد في بيان الشرطة.
والد الضحية: “مهدي شاب خلوق… أطلقوا النار عليه دون سبب”
في حديث خاص لراديو الناس، قال والد الفقيد، السيد مهند سلامة (إرشيد)، إن ابنه مهدي كان شابًا محترمًا، هادئًا، ويعمل لساعات طويلة يوميًا.
وأضاف:“مهدي إنسان خلوق وأديب. كل يوم نذهب للعمل سويًا من الخامسة صباحًا حتى السادسة مساءً. لا يخرج من البيت إلا نادرًا يومي الجمعة والسبت. ليس من نوع الشباب الذين يثيرون المشاكل.”
وعن الحادثة، عبّر الأب عن صدمته قائلاً:“لاحقوه على تراكتورون. قالوا له قف. حتى لو ما وقفش… ليش يطخوا عليه؟! ابني خجول، بخاف وبحكيش، مش من نوع اللي يواجه أو يتهجّم. الرصاص كان بالظهر… كيف بدهم يقنعونا إنه هذا كان ضروري؟”.
ابن العم المحامي رمزي رشاد إرشيد: “عملية غدر… واغتيال بنية القتل المتعمّد”
ابن العم المحامي رمزي رشاد إرشيد: “عملية غدر… واغتيال بنية القتل المتعمّد”
وصرّح المحامي رمزي رشاد إرشيد، ابن عم الفقيد، لراديو الناس قائلاً:“مهدي إنسان خلوق، غير متورط في أي عالم إجرامي، لا هو ولا أقاربه. كان يقود تراكتورون وفجأة أطلقوا النار عليه من الخلف.”
وأضاف:“الشرطة كانت قادرة على اللحاق به، فالطريق مفتوح. ما جرى هو غدر وجبن واغتيال بنية القتل المتعمد.”
وأشار المحامي إلى أن 12 شابًا عربيًا قُتلوا برصاص الشرطة منذ بداية العام، معتبرًا أن الأمر لم يعد “ضغط زناد سهل”، بل ضغط زناد متعمد تجاه الشباب العربي.
وتابع:“مهدي لم يكن مطلوبًا يومًا للشرطة، ولم تكن بحقه أي شبهة. لو لم يكن عربيًا، لما تعاملوا معه بهذه الوحشية.”
ووصف المحامي سلوك الشرطة بأنه يفاقم الفوضى والقتل في المجتمع العربي، وأضاف:“اليوم طالبتُ في اجتماع لجنة المتابعة ورؤساء السلطات المحلية بطلب حماية دولية للوسط العربي. الوضع لم يعد يُحتمل.”
سياق عام: تصاعد القتل برصاص الشرطة
وفق المعطيات المتداولة، قُتل منذ مطلع العام 11 شابًا عربيًا برصاص الشرطة في ظروف مختلفة، ما يعكس توترًا متصاعدًا بين المجتمع العربي والشرطة، وسط اتهامات مستمرة بانعدام المحاسبة والتمييز في التعامل.
وأعلنت الشرطة أنها فتحت تحقيقًا في ملابسات الحادثة، في حين طالبت العائلة بتحقيق مهني ومستقل، مؤكدين أن مهدي لم يشكّل خطرًا يستدعي إطلاق النار عليه.
التحقيق مع شرطي
لاحقا، وردتنا أنباء أنه خضع شرطي من وحدة حرس الحدود للتحقيق تحت التحذير، للاشتباه بتورّطه في حادثة إطلاق النار التي راح ضحيتها مهدي سلامة. وبعد انتهاء التحقيق معه في وحدة "ماحش" (وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة)، تم الإفراج عنه بشروط، تشمل إبعاده عن مراكز الشرطة لمدة 5 أيام.




