2 عرض المعرض
الفاشر: مجازر جديدة وإعدامات ميدانية لأطفال تهزّ إقليم دارفور
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم السبت، وصول 642 نازحاً من مدينة الفاشر إلى منطقة الدبة في الولاية الشمالية، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر فرّوا خلالها من مجازر وعمليات قتل جماعي نُسبت إلى قوات الدعم السريع عقب سيطرتها على المدينة.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات دولية متزايدة من انهيار الوضع الإنساني في إقليم دارفور، حيث تتواصل الانتهاكات بحق المدنيين منذ سقوط المدينة الأسبوع الماضي.
وبعد حصار استمر 18 شهراً، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، ما منحها تحكماً كاملاً في العواصم الخمس للإقليم، ومهّد فعلياً لتقسيم البلاد على محور شرقي-غربي.
وتدور الحرب في السودان منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأدت إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.
صور أقمار اصطناعية توثق مجازر جديدة في الفاشر
2 عرض المعرض
الفاشر: مجازر جديدة وإعدامات ميدانية لأطفال تهزّ إقليم دارفور
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
وكشف مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية في تقرير حديث أن صوراً التقطت بين الاثنين والجمعة أظهرت 31 موقعاً تحتوي على أجسام يُرجّح أنها جثث بشرية في أحياء سكنية، ومواقع عسكرية، وحتى داخل حرم جامعي.
وأكد التقرير أن "مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان"، مرجّحاً أن جزءاً كبيراً من سكان المدينة قد قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون خوفاً من عمليات التصفية.
ناجون يروون الفظائع: إعدامات للأطفال وعنف جنسي
روى ناجون فرّوا إلى مدينة طويلة القريبة من الفاشر مشاهد مروّعة عن إعدامات ميدانية وإطلاق نار على الأطفال أمام ذويهم. وقالت حياة، وهي أم لخمسة أطفال، إنها فرت من المدينة بعدما شاهدت المسلحين يوقفون الشبان في الطريق دون أن يُعرف مصيرهم. وتحدثت شهادات أخرى عن اغتصاب جماعي وعمليات خطف ونهب طالت المدنيين وعمال الإغاثة.
في بيانها، أوضحت شبكة أطباء السودان أن النازحين الذين وصلوا إلى الدبة يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية، في ظل انعدام المأوى ونقص الغذاء والمياه وغياب الخدمات الصحية الأساسية، خاصة للأطفال والنساء وكبار السن.
وأضافت أن الأسر الفارّة لجأت إلى الشمال بحثاً عن الأمان، لكنها تواجه تحديات معيشية تفوق قدرة المجتمعات المستضيفة، وسط توقعات بتضاعف عدد الوافدين في الأيام المقبلة. وناشدت الشبكة السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى التحرك العاجل لتقديم مساعدات غذائية وطبية وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين.
الأمم المتحدة: الوضع يخرج عن السيطرة
دوليا، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن قوات الدعم السريع لم تُظهر التزاماً جدياً بالتحقيق في الانتهاكات التي يُتهم عناصرها بارتكابها.
وأضاف أن الاتصالات مع الفاشر ما تزال مقطوعة إلى حدّ كبير، مما يصعّب إيصال المساعدات وتقييم حجم الكارثة.
كما شدد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على ضرورة تأمين ممرات آمنة للمدنيين وإعادة الاتصالات، مؤكداً أن النازحين يتعرضون للاختطاف والابتزاز أثناء محاولتهم الفرار.
إدانات دولية متصاعدة
هذا وندد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بالوضع في السودان واصفاً إياه بأنه "كارثي تماماً"، قائلاً: "إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم... قوات الدعم السريع تعهّدت بحماية المدنيين وستُحاسَب على هذه الأفعال".
وخلال حوار المنامة في البحرين، انضمت إليه وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر التي وصفت ما يحدث بأنه "فظاعات مروّعة تشمل إعدامات جماعية وتجويع واغتصاب ممنهج".
وأعلنت بريطانيا تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني إلى السودان، إضافة إلى 120 مليون جنيه كانت قد خصصتها سابقاً.