حذّر خبير السايبر والمحاضر المتخصص في معالجة قضايا الابتزاز، ياقوت خطيب، من المخاطر الكبيرة التي يعيشها الجيل الناشئ نتيجة انغماسه العميق في عالم الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي.
خبير سايبر: العالم الرقمي خطر على المراهقين وعلى الأهل مسؤولية كبيرة
هذا المساء مع فرات نصار
06:56
وقال خطيب في حديثه لراديو الناس: "هذا الجيل يعيش في عالم صعب، عالمه هو الهاتف والإنترنت. ومن خلال محاضراتنا نحاول الدخول إلى هذا العالم والتحدث معهم بلغتهم وبالمنصات التي يستخدمونها، لأن كل ما هو خطر بحاجة إلى توعية"، مؤكداً أنّ الطلاب اليوم منهمكون بشكل كبير على المنصات الاجتماعية.
وأوضح خطيب أن بعض الطلاب يستغلون هذه المنصات لأهداف تعليمية وثقافية، "لكن الغالبية ينخرطون في أمور جديدة عليهم وعلى ذويهم، وغالباً ما يقعون في أخطاء قد تضرّ بمستقبلهم. على سبيل المثال: إرسال الصور والفيديوهات أو نشرها على وسائل التواصل دون وعي بخطورتها".
وأشار إلى أنّ تطبيقات مثل "سناب شات" تشكّل إحدى أبرز منصات الخطر، موضحًا: "الطلاب يظنون أن ما ينشرونه محفوظ وآمن، لكن الحقيقة أنه لا يوجد أي أمان في هذا العالم الرقمي. أدنى ثغرة قد تستغل لاختراق خصوصيتهم"، لافتًا إلى أنّه في كثير من الحالات يتم ابتزاز الطلاب عبر هذه المنصات.
الطلاب يخشون إبلاغ ذويهم بأي ابتزاز
وبيّن خطيب أنّه كثيرًا ما يتلقى رسائل من طلاب يتعرضون لمضايقات أو ابتزاز عبر الإنترنت، لكنه لا يستطيع مساعدتهم مباشرة إن كانوا تحت سن الثامنة عشرة من دون إشراك ذويهم أو الجهات المختصة في المدرسة، مضيفًا: "المشكلة أن بعض الطلاب يخشون إخبار أهلهم، لأن العلاقة بينهم تفتقر إلى القرب والثقة".
وفي هذا السياق شدد خطيب على أهمية دور الأهل في حماية أبنائهم، قائلاً: "الحل الأمثل أن يكون الأهل قريبين من أولادهم، أن يصاحبوهم ويبنوا معهم علاقة ثقة ومودة. على الأهل أن يكونوا المرجع الأول لأبنائهم، حتى لو ارتكب الابن أو الابنة خطأ ما"، مؤكداً أنّ وعي الأهل وتثقيفهم بهذا المجال شرط أساسي للوقاية.
كما أشار إلى أنّ مشروع "محاربو السايبر" التابع لمعهد "عتيد"، لا يقتصر على محاضرات للطلاب فقط، بل يشمل أيضًا لقاءات مع المعلمين الذين – بحسب قوله – ما زالوا بعيدين نسبيًا عن فهم عالم الإنترنت الذي يعيشه الجيل الجديد: "أحيانًا أستخدم مصطلحات يعرفها الطلاب جيدًا، بينما المعلمون يقفون متحيّرين وكأنهم خارج هذا العالم"، داعيًا المربين إلى تعزيز معرفتهم الرقمية ليتمكنوا من التواصل مع طلابهم.
غياب التوعية يترك أثرا صعبا
وأضاف خطيب أنّ غياب التوعية يؤدي إلى قصص مؤلمة بين الطلاب، لافتًا إلى أنّ الفريق يحذر الأطفال بشكل خاص من مخاطر التحرش عبر الإنترنت (البيدوفيليا) والعلاقات المشبوهة مع غرباء، وكذلك من الروابط الخبيثة التي قد تؤدي إلى اختراق الكاميرا والميكروفون في الهاتف دون علم صاحبه.
وختم حديثه بالقول: "نحن لا نكتفي بعرض المخاطر، بل نزوّد الطلاب بأدوات عملية لمعرفة كيفية فحص الروابط والتعامل الآمن مع الشبكات، لأن التوعية المبكرة قد تمنع الكثير من المآسي".
First published: 23:43, 24.09.25


