الجرائم تتحول إلى استعراض إعلامي في سخنين
شهدت مدينة سخنين نهاية الأسبوع واقعة غير معتادة، حيث وثّق ملثمون أنفسهم وهم يطلقون النار على منازل ومحلات تجارية، دون أيّ اكتراث بالمحيط أو السكان ونشروا المقطع المصوّر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما أثار غضبًا واسعًا في سخنين والمنطقة.
مازن غنايم: مؤلم جدًا
مازن غنايم: الشرطة الإسرائيلية "مقصرة في عملها"
هذا النهار مع شيرين يونس
09:02
رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مازن غنايم، قال في مقابلة على راديو الناس، إن الوضع مأساوي ويستدعي تحركًا عاجلًا من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمع العربي.
وأوضح غنايم أن المشهد الذي شاهده في المدينة "مؤلم جدًا"، وأضاف: "أنا حزين جدًا أنه في سخنين يوجد شباب يفتقدون المسؤولية ويغضون القانون لإيذاء أنفسهم ويتصرفون بالشكل الذي تصرفوا فيه". لكنه شدد على أن المشكلة ليست مجرد تصرفات فردية، بل تمثل "إهانة للشرطة نفسها"، مضيفًا: "لا يوجد بلد مثل سخنين، بلد التسامح والمحبة والوحدة، ولكن هذه إهانة أكثر لشرطة إسرائيل".
وأشار غنايم إلى أن هؤلاء الشباب ليسوا مجرد شباب عاديين، بل "مجرمون"، قائلاً: "ما حدث في سخنين مع هؤلاء الشباب، هذا ليس فقط جريمة، هذا مليون جريمة. نحن نتحدث عن مجرمين، وليس عن شباب عاديين".
وحول دور المجتمع والمؤسسات العربية، قال: "من الطبيعي أن نُعقد اجتماعًا في بلدية سخنين مع رؤي كحلون وكبار قادة شرطة إسرائيل لمعالجة قضية العنف والجريمة. نحن كرؤساء سلطات محلية عربية نطالب بالتحرك الجاد والفاعل لحماية شبابنا وأمن المواطنين".
وأضاف غنايم أن الشرطة الإسرائيلية "مقصرة في عملها"، وأن بعض عناصرها قد يكونون متعاونين مع العصابات، قائلاً: "حتى اليوم، هناك من المتقاعدين ومن يعمل في السلك لا يزال متعاونًا مع العصابات… تصور إلى أين وصلنا!".
د. وليد حداد: "التوثيق الإجرامي للفيديوهات يغذي الرعب"
د. وليد حداد: "التوثيق الإجرامي للفيديوهات يغذي الرعب"
هذا النهار مع شيرين يونس
08:14
وبدوره، قال المحاضر والخبير في علم الإجرام والمختص في علاجات الإدمان، د. وليد حداد، إن ظاهرة توثيق الجرائم على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إطلاق النار والترويع، أصبحت أداة أساسية لتحقيق أهداف المنظمات الإجرامية.
وأوضح د. حداد أن هذه الفيديوهات تعمل على "إدخال الرعب في قلوب الناس، وبالتالي عندما تتوجه المنظمة إليك في طلب معين، ستتجاوب بسرعة نتيجة الترهيب والتخويف"، مضيفًا: "هذه الفيديوهات تقوم بعملها بشكل فعال، لأنها تعزز الخوف وترفع منسوب السيطرة على المناطق".
وعن اعتقالات الشرطة الأخيرة، قال د. حداد: "الشرطة تقوم بعملها بشكل إداري سريع، فالأدلة موجودة، مثل الهواتف والفيديوهات والأسلحة. هؤلاء الشباب، أو المجرمون كما أسميهم، يوثقون جرائمهم لأهداف معينة، لكن الشرطة تحرص على معالجة الملفات بسرعة".
وأشار إلى أن ما يطلق عليه "الإعلام الجنائي" يتطور أيضًا عبر الأغاني والفن الهابط المرتبط بهذه المنظمات، قائلاً: "الفيديوهات والأغاني المرتبطة بهذه المنظمات تجعل من المطربين عمليًا متحدثين باسمها. هذا التطور يخدم المنظمات بشكل كبير، لأن كل شخص يعرف من يتبع من".
وحول دور المجتمع في مواجهة هذه الظاهرة، أكد د. حداد: "الخطوة الأولى هي مقاطعة هذا النوع من الأغاني والفن الهابط. يجب أن يكون لدينا موقف واضح، لأن هذه الأغاني تشجع العنف وتدعم أجندة المنظمات الإجرامية". وأضاف: "حتى لو كانت الشرطة مقصرة في بعض الأمور، إلا أن مسؤوليتنا كمجتمع تبدأ بمقاطعة هذا النوع من الفن".
وبالنسبة لملف الشباب المتورطين في الجرائم، أوضح د. حداد أن الغالبية العظمى منهم دون سن الثلاثين، يسعون إلى الربح السريع ويعملون بلا أخلاقيات مهنية، وقال: "اليوم الشباب يريدون العمل بشكل منظم، لكنهم يبحثون عن الربح السريع بلا فواتير أو تنظيم، وهذه مشكلة مجتمعية واضحة".
وأكد أن التوعية والتعليم المجتمعي لا يقلان أهمية عن العمل الأمني، قائلاً: "يجب تعليم الجيل القادم ما هو الصحيح وما هو الخطأ، وما هو مسموح وما هو ممنوع، وهذا جزء من معالجة هذه الظاهرة".