السلطات تهدم منزلًا في طوبا الزنغرية والمجلس المحلي يعلن الإضراب
في تصعيد جديد لسياسة الهدم، أقدمت السلطات الإسرائيلية صباح اليوم على هدم منزل مأهول في بلدة طوبا الزنغرية يعود للمواطن فادي هيب، بذريعة البناء دون ترخيص، وسط استنكار واسع وغضب شعبي. وأعلن المجلس المحلي إضرابًا عامًا احتجاجًا على ما وصفه بـ"حملة هدم شرسة" تشمل أكثر من مئة منزل ومنشأة مدنية وزراعية في البلدة.
وهدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية، اليوم، منزلًا مأهولًا في بلدة طوبا الزنغرية يعود للمواطن فادي هيب، بحجة البناء دون ترخيص. وتمّت عملية الهدم في ساعات الصباح المبكرة وسط انتشار مكثف لعناصر الشرطة التي أحكمت إغلاق الحي ومنعت السكان من الخروج إلى أعمالهم أو إيصال أبنائهم إلى المدارس.
وفي حديث لتطبيق ناس، عبّر عدد من أبناء البلدة عن غضبهم من الخطوة التي وصفوها بأنها "عقابية وعنصرية" وتمسّ استقرار السكان وأمنهم الاجتماعي.
فتح حجيرات: "ما جرى اليوم يدمّي القلب"
وقال فتح حجيرات، وهو قريب لأصحاب المنزل، إن ما حدث "يمسّ كل إنسان حرّ وشريف في هذه البلاد"، مضيفًا: "عندما رأيتُ الدار بعد الهدم، كان المشهد يوجع القلب ويدميه. هذا بيتُ تعبِ رجلٍ وعائلته لأكثر من عشرين عامًا، يأتي وزير في لحظة ليهدم كل هذا الجهد".
وانتقد حجيرات السياسات الحكومية قائلاً: "لا يُعقل أن تتحدّث الحكومة عن الديمقراطية وهي تتصرف بازدواجية. وزير الأمن القومي لا يهتمّ بملف الجريمة ولا بـ225 قتيلًا في مجتمعنا العربي، كل ما يهمه هو هدم بيوت العرب في الشمال والجنوب".
ودعا إلى موقف موحّد من جميع المواطنين: "أرفع صوتي وأناشد كل إنسان حر في هذه البلاد، عربيًا كان أو يهوديًا أو درزيًا أو مسيحيًا، أن يقف مع الحق. نحن جزء من هذه الدولة، وليس لنا وطن آخر. هذه أرض آبائنا وأجدادنا، وسنبني من جديد ولن نترك البلاد".
زهدي فهد: "الشرطة أغلقت البلدة ومنعت الناس من الخروج"
زهدي فهد: "الشرطة أغلقت البلدة ومنعت الناس من الخروج"
ورد قراقرة
01:14
من جانبه، قال زهدي فهد، ابن عمّ صاحب المنزل، إن الشرطة نفذت العملية بصورة قمعية ومهينة، موضحًا: "اقتحمت قوات الشرطة المكان منذ ساعات الصباح الأولى، وأغلقت الحارة ثم البلدة كلها. مُنع السكان من الخروج إلى أعمالهم، وحتى من إيصال أولادهم إلى المدارس. كان ذلك استفزازًا واضحًا وعنصريةً صريحة".
وأشار فهد إلى أن البناء كان قائمًا منذ سنوات طويلة: "البيت مسكون منذ نحو عامين، لكن صاحبه كان يعمل على بنائه منذ عشرين عامًا. سكن في جزء منه بعد أن تزوّج، وكان يستعد لإكمال الجزء الثاني. ورغم وجود مسار قضائي، ترفض الدولة السماح له بشراء الأرض وتصرّ على الهدم أولًا".
وأكد فهد أن العائلة تواجه "مشاكل كثيرة" مع السلطات التي ترفض تنظيم البناء في المنطقة أو منح التراخيص اللازمة.
يأتي هذا الهدم في ظل تزايد أوامر الهدم في البلدات العربية، الأمر الذي يرهق الأسر ويعمّق شعور السكان بالاستهداف. ويؤكد أهالي طوبا الزنغرية أنهم سيواصلون الاحتجاج "حتى سماع صوتهم في أروقة الحكومة"، فيما ينتظرون خطوات المجلس المحلي وجهود الأهالي للحدّ من موجة الهدم المتواصلة.






