بدأت الولايات المتحدة بنشر طائرات حربية في الشرق الأوسط، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على احتمال انضمام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الهجمات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأفاد البيت الأبيض بانتهاء اجتماع الرئيس ترامب بمجلس الأمن القومي، مساء اليوم (الثلاثاء)، وقالت شبكة "سي إن إن" إن ترامب تراجع عن إرسال مسؤولين أميركيين للقاء الإيرانيين من أجل التوصل إلى اتفاق، وذلك عقب نشر طائرات تزويد بالوقود في المنطقة.
وبحسب "سي بي إس"، يفكّر ترامب جديًا في الانضمام إلى إسرائيل في قصف مواقع إيرانية، بما فيها منشأة "فوردو"، في حين لم تُسجَّل حتى الآن موافقة كاملة من مستشاريه المقرّبين على هذه الخطوة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إيران أعدت صواريخ لضرب القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط إذا انضمت للحرب، وأنه في حال وقوع هجوم قد تبدأ إيران بزرع ألغام في مضيق هرمز لمحاصرة السفن الأمريكية.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى رفع حالة التأهب للقوات الأمريكية في القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة.
وفي وقت سابق مساء اليوم، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين إن الرئيس الأميركي يدرس بجدية الهجوم على إيران، وسط تقديرات اسرائيلية بانضمام الولايات المتحدة للحرب.
وأفادت شبكة CNN، نقلًا عن مصدر رسمي في البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي عقد اجتماعًا مع فريق الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، وذكر التقرير أن الاجتماع عقد في وقت تبحث فيه الولايات المتحدة إمكانية الانضمام إلى الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران.
ترامب يهدد خامنئي
وفي تهديد جديد، قال ترامب إن الولايات المتحدة تعرف تمامًا أين "يختبئ" المرشد الأعلى في إيران، مضيفا أنه "هدف سهل لكننا لا نخطط لتصفيته على الأقل في الوقت الحالي".
وتابع ترامب في تغريدة على منصة "تروث سوشيال" التي يملكها، أن الولايات المتحدة لا تقبل بإطلاق صواريخ على مدنيين أو على جنود أميركيين، "صبرنا بدأ ينفد. شكرًا على الانتباه لهذا الأمر".
وفي تغريدة أخرى، كتب ترامب بأحرف كبيرة: "استسلام غير مشروط!"، كما أعلن عن سيطرة الولايات المتحدة على الأجواء في إيران.
وذكر البيت الأبيض أن ترامب لم يحد يومًا عن موقفه الرافض لامتلاك إيران سلاحًا نوويًا، وذلك في بيان غير اعتيادي تضمّن عشرات التصريحات التي أدلى بها ترامب منذ عام 2011 وحتى الأسبوع الجاري.
وقال البيان الرسمي إن "الرئيس ترامب تمسّك دومًا بموقف واضح وبسيط: إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا، وهذه ليست مسألة قابلة للنقاش". وأُرفق البيان بتصريحات قديمة وحديثة لترامب، من بينها قوله الأسبوع الماضي: "إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا. الأمر بسيط جدًا ولا حاجة للشرح. هذا لن يحدث".
كما تضمّن البيان رسالة وجّهها السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكبي، إلى ترامب قال فيها: "سيدي الرئيس، الرب أنقذك في باتلر، بنسلفانيا، لتكون الرئيس الأهم في هذا القرن، وربما في التاريخ. أرسلتني إلى إسرائيل لأكون عيونك وآذانك وصوتك، ولأتأكد أن علمنا ما زال مرفوعًا فوق سفارتنا. لن أترك موقعي، وسأكون آخر من يغادر".
وأشار البيت الأبيض إلى أن هذا التوجّه الحازم تجاه طهران ليس تفصيلاً ثانويًا، بل هو شرط أساس في أي مسار تفاوضي أو تحرك عسكري محتمل: "إيران يمكن أن تكون دولة ناجحة، غنية وسعيدة، لكن دون سلاح نووي. هذا هو الخيار الذي يجب أن تتخذه".
تحركات للحد من صلاحيات ترامب
في غضون ذلك، بدأ نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأميركي اتخاذ خطوات للحد من صلاحيات الرئيس دونالد ترامب في ما يتعلق بشن حرب في الشرق الأوسط، بما في ذلك ضد إيران، وأكدوا أن قرار الدخول في حرب لا ينبغي أن يكون حصريًا بيد الرئيس.
ورغم أن تمرير هذه المبادرات يبدو غير مرجّح في ظل هيمنة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب، إلا أن هذا التحرّك يكشف عن الانقسام العميق داخل الكونغرس، وسط تحذيرات من الانجرار خلف ضغوط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفع واشنطن نحو مواجهة عسكرية مع طهران.
First published: 17:57, 17.06.25