أعلنت الشرطة، اليوم الثلاثاء، عن اعتقال ثلاث شابات في العشرينات من أعمارهن من منطقة الشمال، بشبهة إدارة شبكة احتيال واسعة النطاق انتحلت من خلالها المشتبهات صفة مندوبات لشركات قروض، واستهدفت عشرات الضحايا بمبالغ تجاوزت مليون شيكل.
وبحسب التحقيقات الأولية، فقد اتبعت المشتبهات مخططًا منظمًا يقوم على التواصل مع الضحايا، وجمع تفاصيلهم الشخصية بدعوى فحص أهليتهم للحصول على قروض مالية، قبل إبلاغهم زورًا بأن طلباتهم "أجيزت"، ومطالبتهم بدفع مبالغ رمزية لفتح الملفات، ثم الاختفاء دون أثر.
"ذهبت أموال الشيخوخة خلال دقائق" – شهادة الضحية سناء ذياب
سناء ذياب: "ذهبت أموال الشيخوخة خلال دقائق"
المنتصف مع فرات نصار
05:34
وفي مداخلة على راديو الناس، قدّمت سناء ذياب – إحدى الضحايا – رواية مؤلمة حول ما مرّت به، قائلة: "تواصلت معي فتاة وقدّمت نفسها باسم (راضية). قالت لي: في حسابكِ مبلغ كبير، وسأساعدكِ على سحبِه. طلبتُ منها سحب سبعة آلاف شيكل فقط، فهي مدّخرات جهدي لسنوات الشيخوخة."
وتضيف ذياب أنها فوجئت في اليوم التالي بأن المبلغ الكامل، 168 ألف شيكل، قد سُحب من حسابها: "دخلتُ إلى الحساب فوجدتُ أن المبلغ بأكمله قد اختفى. حاولتُ الاتصال بها… لكنها اختفت. لا تجيب. كما مُسحت كلّ المستندات."
وأوضحت أن 65 ألف شيكل اختفت مباشرة، بينما خُصم الباقي كضرائب ورسوم غير قابلة للاسترجاع: "سألتُ الجهات المختصة بالضرائب… فأخبروني أن استرجاع المبلغ مستحيل. لقد سرقوا تعب سنوات طويلة."
وأكدت أنها قدّمت شكوى رسمية، مضيفة بصوت مخنوق: "لم أعد أقوى على النوم… ضاع جهد عمري في لحظة. كلّ ما أردته هو سبعة آلاف شيكل فقط."
وختمت ذياب مداخلتها بنداء للجمهور: "أرجوكم، لا تسلّموا معلوماتكم لأي شخص. توجّهوا إلى مكاتب معروفة وموثوقة. فهؤلاء ليسوا جهات قروض… إنما عصابات احتيال."
دفاع المشتبهات: "لا علاقة لهنّ بالقضية"
المحامي عادل ذباح: لا علاقة لموكلاتي بالقضية
المنتصف مع فرات نصار
03:25
من جهته، قال المحامي عادل ذباح، الذي يترافع عن اثنتين من المشتبهات، إن القضية تمتد إلى عامين ماضيين، وقد باشرت بها وحدة السايبر 433 ضمن تحقيق سرّي طويل. وأضاف: "الاشتباهات تتناول مئات الضحايا، ومبالغ بملايين الشواقل، غير أن موكّلتيّ تنكران أي علاقة بهذه المخططات."
وأوضح أن الشرطة نسبت للمشتبهات المركزيات إجراء مكالمات مع الضحايا، والحصول على بيانات شخصية، ثم طلب دفعات مالية باسم فتح ملفات القروض. وأشار ذباح إلى أن المحكمة نظرت في طلب تمديد الاعتقال، وتم الإفراج عن اثنتين بشروط مقيّدة، بينما لا تزال الثالثة موقوفة قيد التحقيق.
وأكد المحامي أيضًا وجود ملف آخر يتعلق بشبهات احتيال على المؤسسة للتأمين الوطني عبر أساليب مشابهة، مشيرًا إلى أنّ "الحديث يدور عن ملايين إضافية، وأعداد كبيرة من المتضررين."


