أبلغت إسرائيل الوسطاء أنها مستعدة للإفراج عن 620 أسيرًا فلسطينيًا، كان من المفترض إطلاق سراحهم منذ يوم السبت، وذلك مقابل تسليم جثث أربعة رهائن محتجزين لدى حماس اليوم، شريطة عدم إقامة "مراسم مهينة" كما حدث عند تسليم جثث أفراد عائلة بيباس وعاموس ليفشيتس.
مصدر إسرائيلي تحدث لموقع ynet أوضح أن القرار الإسرائيلي بتأجيل إطلاق سراح الأسرى جاء ردًا على تلك المشاهد التي اعتبرتها تل أبيب "إهانة وطنية". وأضاف: "ردنا على مقتل عائلة بيباس سيكون قويًا، لكننا نركز حاليًا على استعادة جثث الرهائن".
ثلاثة خيارات أمام حماس في المرحلة المقبلة
وفقًا للمصدر الإسرائيلي، فإن أمام حماس ثلاث خيارات: إما التفاوض حول المرحلة الثانية من الاتفاق خلال الأيام المقبلة والقبول بشروط إسرائيل، التي تشمل الإفراج عن جميع الرهائن، تفكيك سلاح حماس ونزع غزة من السلاح، وإبعاد قادة حماس والجهاد الإسلامي إلى الخارج وفقًا لنموذج بيروت 1982؛ أو رفض هذه الشروط، مما سيؤدي إلى تصعيد عسكري إسرائيلي واسع النطاق باستخدام أسلحة حديثة وصلت بعد رفع الحظر عن توريدها، في ظل دعم أمريكي غير مسبوق.
الخيار الثالث المطروح هو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، بدعم أمريكي، دون التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم حتى يتم الإفراج عن مزيد من الرهائن الأحياء. في حال تمديد المرحلة الأولى، ستركز إسرائيل على إطلاق سراح أربعة رهائن من الآباء، بالإضافة إلى رهائن يُعتقد أنهم مصابون أو مرضى، بينما ستطالب حماس بإطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
الولايات المتحدة تضغط ومصر تتحدث عن "إشارات إيجابية"
في إطار الدفع نحو إنجاز اتفاق جديد، من المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف وايتكوف، إلى المنطقة يوم الأربعاء في زيارة تشمل إسرائيل، قطر، السعودية، والإمارات، بينما يستمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون دريمر، في إجراء محادثات في واشنطن.
وفي سياق متصل، نقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر مصرية إشارات إيجابية حول بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تأكيد على أن إدارة بايدن تدفع نحو استكمال الإفراج عن جميع الرهائن وعدم العودة إلى التصعيد العسكري.
حماس: إسرائيل تنتهك الاتفاق وتماطل في إطلاق سراح الأسرى
من جانبه، صرّح المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، لقناة "العربي" القطرية أن إسرائيل تواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عبر تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. وأوضح: "نجري اتصالات مع الوسطاء بشأن هذه الانتهاكات الإسرائيلية التي تحظى بدعم أمريكي".
وأضاف: "يجب الإفراج عن الأسرى قبل الحديث عن أي مفاوضات للمرحلة الثانية. استمرار المرحلة الأولى يعتمد على ما يُطرح على الطاولة والضمانات المقدمة بشأن التزام إسرائيل. نحن بحاجة إلى ضمانات حقيقية من الوسطاء، وربما حتى من الولايات المتحدة نفسها، لأن إسرائيل ترفض الالتزام بأي اتفاق توقعه".