بدحي بعد جريمة القتل: شاب كان يعمل لإعالة أسرته قُتل بلا ذنب

أشار بدحي إلى أن التعامل الرسمي مع جرائم قتل العرب يختلف جذريًا عن الجرائم التي تطال مواطنين يهودًا، قائلاً:"حين يُقتل عربي، قد يستغرق التحقيق سنوات بلا نتائج، بينما في حالات أخرى يتم كشف الجناة خلال ساعات. هذه ازدواجية صارخة تُفقد الناس ثقتهم بالمنظومة الأمنية." 

2 عرض المعرض
فراس بدحي - رئيس بلدية كفرقرع
فراس بدحي - رئيس بلدية كفرقرع
فراس بدحي - رئيس بلدية كفرقرع
(تصوير: موقع البلدية)
قُتل صباح اليوم، الخميس، الشاب فراس أبو فنة البالغ من العمر 29 عامًا من بلدة كفر قرع في منطقة المثلث الشمالي، بعد تعرضه لجريمة إطلاق نار. وأكدت الطواقم الطبية التي وصلت إلى المكان وفاته متأثرًا بجراحه.
فراس بدحي: "شاب يعمل لإعالة أسرته قُتل بلا ذنب، الأبرياء يدفعون ثمن نزاعات الآخرين"
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
08:48
هذه الجريمة تأتي بعد ساعات فقط من وقوع جريمتين دمويتين أخريين في قريتي أبو سنان وابطن، ما يرفع منسوب القلق في المجتمع العربي الذي يشهد موجة تصاعدية من العنف والجرائم.
أجواء صادمة وحزن عميق في حديث لراديو الناس، عبّر رئيس بلدية كفر قرع، فراس بدحي، عن صدمته الشديدة من الحادثة قائلاً:"هذا صباح سيئ جدًا، أجواء من الحزن تخيم على البلدة. بعد أشهر من الهدوء الذي عملنا جاهدين للحفاظ عليه، تأتي هذه الجريمة لتقلب الموازين وتعيد الشعور بالخوف والألم." وأوضح بدحي أن الجهود الكبيرة التي بذلتها العائلات ووجهاء الإصلاح في البلدة، بالتعاون مع البلدية، ساهمت في معالجة العديد من الخلافات. إلا أن هذه الجريمة الدموية جاءت لتؤكد – بحسب تعبيره – أن المجتمع العربي يغرق في دوامة الدم، في ظل تجاهل حكومي واضح لمكافحة الجريمة.
2 عرض المعرض
فراس ابو فنة
فراس ابو فنة
فراس ابو فنة
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
انتقاد لاذع للحكومة والشرطة انتقد رئيس البلدية بشدة تقاعس السلطات الإسرائيلية عن مواجهة ظاهرة العنف، مضيفًا:"نحن أمام ما يقارب الـ 190 قتيلًا في المجتمع العربي منذ بداية العام، هذه أرقام غير مسبوقة في أي مكان في العالم. إلى متى ستستمر حكومة إسرائيل في تجاهل أمن المواطنين العرب؟ إلى متى سيبقى الوزير بن غفير منشغلًا بهدم البيوت وتسجيل المخالفات، بينما أرواح الناس تُزهق يوميًا؟" وأشار بدحي إلى أن التعامل الرسمي مع جرائم قتل العرب يختلف جذريًا عن الجرائم التي تطال مواطنين يهودًا، قائلاً:"حين يُقتل عربي، قد يستغرق التحقيق سنوات بلا نتائج، بينما في حالات أخرى يتم كشف الجناة خلال ساعات. هذه ازدواجية صارخة تُفقد الناس ثقتهم بالمنظومة الأمنية."
مأساة إنسانية لعائلة مفجوعة الضحايا – بحسب ما أوضح رئيس البلدية – يدفعون ثمن نزاعات لا علاقة لهم بها. وقال عن فراس أبو فنة:"شاب في الثلاثين من عمره، متزوج وأب لطفل صغير، استيقظ صباحًا وذهب إلى عمله ليؤمّن قوت أسرته. لم يكن له أي ارتباط بعالم الجريمة، لكنه دفع حياته ثمنًا لصراعات الآخرين." ووصف بدحي المشهد في مكان الجريمة بأنه "مروع ولا يُحتمل"، حيث تواجدت والدة الضحية وأشقاؤه وأقاربه وسط حالة من الانهيار والحزن العميق.
دعوة عاجلة لتحرك جذري اختتم رئيس البلدية حديثه بدعوة صريحة إلى تغيير المسار في التعامل مع الجريمة:"هذه ليست مجرد ظاهرة، بل آفة تنهش جسد المجتمع العربي. نحن نعمل ليلاً ونهارًا لفض النزاعات وتعزيز السلم الأهلي، لكن بدون خطة حكومية شاملة ودعم حقيقي، سيبقى الدم يسيل بلا توقف."