"رحل قبل أن يحقّق حلمه" | عمّ قاسم عاصلة: لا نُعوّل على شرطة يرأسها عنصري فاشل

شاب في الثامنة عشرة يُقتل في طريقه إلى لقمة العيش: “كان يحلم بمستقبل أفضل لأخواته”

علي عاصلة - عم المرحوم
ما زالت بلدة عرّابة الجليلية تعيش حالة من الصدمة والذهول بعد الجريمة البشعة التي أودت بحياة الشاب قاسم محمود عاصلة، البالغ من العمر 18 عامًا، صباح اليوم الإثنين، إثر إطلاق نار استهدفه أثناء توجهه إلى عمله برفقة والده. الجريمة الجديدة تنضم إلى سلسلة الجرائم التي تعصف بالمجتمع العربي في البلاد، وسط تصاعد الغضب الشعبي وتراجع الثقة بأجهزة الشرطة.
الصدمة والحزن يخيّمان على العائلة في حديث خاص لـ"راديو الناس"، عبّر عمّ الضحية، علي عاصلة، عن حزنه العميق قائلاً بصوتٍ يملؤه الألم:"نحن نحتسبه عند رب العالمين، الأمور تفلت من أيدينا جميعًا، لا ألوم أحدًا بعينه، ولكن أوجّه رسالتي إلى كل المسؤولين، أعضاء الكنيست، رؤساء السلطات المحلية، رجال الدين من مسلمين ومسيحيين ويهود، وكل من يستطيع التأثير في المجتمع، أن يتحركوا قبل فوات الأوان." وأضاف علي عاصلة بحزن وغضب واضحين:"لا يمكننا أن نعوّل على الشرطة إطلاقًا. من يقف على رأسها إنسان عنصري وفاشل بكل معنى الكلمة. الوزير بن غفير هو أفشل من تولّى وزارة الأمن القومي. الشرطة لا تبحث حقًا عن المجرم، لأنها هي من موّلت وساعدت هؤلاء المجرمين، وكل هذا جزء من سياسة مدروسة تهدف إلى إضعاف مجتمعنا وإخراجه من دياره."
1 عرض المعرض
المرحوم قاسم عاصلة وعمه علي عاصلة
المرحوم قاسم عاصلة وعمه علي عاصلة
المرحوم قاسم عاصلة وعمه علي عاصلة
(راديو الناس)
شاب طموح رحل قبل أن يحقق أحلامه وحول شخصية الضحية، روى العم بحزن تفاصيل حياة ابن أخيه قائلاً:"قاسم أنهى تعليمه قبل عدة أشهر فقط، وبدأ يساعد والده في العمل بالبناء والقصارة. كان حلمه أن يخفف عن والده ويهتم بتعليم شقيقتيه. واحدة تخرجت من التخنيون كمهندسة، والثانية تدرس في جامعة القدس. كان يقول لأبيه: أنا أشتغل وأنتبه للبيت، المهم خواتي يكملوا تعليمهم." وأكد أن قاسم كان محبوبًا من الجميع، وله علاقات طيبة مع أصدقائه وجيرانه، مضيفًا:"كان شابًا خلوقًا، محبوبًا من كل من عرفه، يحلم ببناء مستقبل مشرق لعائلته. لكن الرصاص الغادر أنهى أحلامه."
وجريمة تهزّ الضمير في ختام حديثه، قال علي عاصلة بكلمات مؤثرة:"ما حدث ليس موتًا طبيعيًا، بل انتزاع للروح بيد البشر، وهذا تحدٍ للخالق سبحانه. هذه الجرائم أصبحت تقتل فينا الأمل كل يوم."
غضب شعبي ومطالب بالتحرك الجريمة أثارت موجة غضب واسعة في عرّابة والبلدات المجاورة، حيث طالب الأهالي بـخطة حقيقية لمكافحة الجريمة المنظمة التي تحصد أرواح الشباب، وبـمحاسبة المسؤولين عن الإهمال والتقاعس الشرطي. وفي ظل تكرار هذه الجرائم المروّعة، تبقى العائلات الثكلى كعائلة عاصلة تدفع الثمن، في انتظار عدالة قد لا تأتي قريبًا.