4 عرض المعرض


آثار الغارة الإسرائيلية على مطار مشهد الدولي شرقي إيران
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
كشفت صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن مصادر إسرائيلية ومسؤولين أمريكيين كبار، أن إسرائيل تمكنت خلال اليومين الأولين من حرب الأيام الاثني عشر من تدمير نصف مخزون إيران البالغ 3,000 صاروخ باليستي، إضافة إلى القضاء على 80% من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
وكشف الصحفي والمحلل السياسي البارز ديفيد إغناتيوس في تقرير نشره صباح اليوم (السبت) في صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن مصادر إسرائيلية ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، أن العملية العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، خلال الحرب التي اندلعت الشهر الماضي، لم تقتصر على تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم فحسب، بل شملت أيضًا ضربات دقيقة استهدفت مشاريع تطوير أسلحة كهرومغناطيسية وقنابل هيدروجينية، إلى جانب تصفية ممنهجة لكبار العلماء العاملين في تلك البرامج ومحاولة تقويض البنية التحتية العميقة للمشروع النووي الإيراني.
وبحسب التقرير، فإن أحد الأهداف الرئيسية للعملية كان وقف برامج الأسلحة غير التقليدية التي كانت إيران تطورها بالتوازي مع مشروعها النووي المُعلن. ونقل إغناتيوس عن مصدر إسرائيلي قوله إن اغتيال كبار العلماء الإيرانيين أوقف بشكل كامل تطوير قنبلة النبضة الكهرومغناطيسية (EMP) المصممة لتعطيل شبكات الكهرباء والاتصالات، كما أدى إلى وقف برنامج القنبلة الهيدروجينية الذي كان في مراحل تطوير نشطة.
4 عرض المعرض


تشييع جثمان أحد قتلى الغارات الإسرائيلية في إيران
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
خسائر بشرية فادحة في الصفوف العلمية الإيرانية
أوضح التقرير أن الهجمات الجوية المركّزة في الساعات الأولى من القتال أدّت إلى تصفية الغالبية العظمى من العلماء والفيزيائيين العاملين في البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك معظم كوادر الصف الأول والثاني، ونسبة كبيرة من الصف الثالث. ويرى مسؤولون إسرائيليون أن هذه الخسارة تمثل ضربة هائلة لمستودع المعرفة والخبرة الإيرانية، وقد تخلق حالة من الردع النفسي لدى الجيل القادم من العلماء الذين قد يترددون في الانضمام إلى برامج أصبحت تشكّل خطرًا مباشرًا على حياتهم.
تدمير البنية التحتية النووية من العمق
وأشار التقرير إلى أن الهجمات لم تقتصر على منشآت التخصيب وأجهزة الطرد المركزي، بل استهدفت كذلك مقرات القيادة، والمختبرات، ومعدات الاختبار، والأرشيفات الخاصة بالبرنامج النووي. الهدف كان تقويض قدرة إيران على إعادة بناء المكونات الجوهرية للبرنامج، وليس فقط تدمير المعدّات والمواد الخام.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد تم تدمير معظم مكونات مشروع التسلح النووي الإيراني خلال العملية، مما يشير إلى تراجع كبير في قدرة طهران على تحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح فعّال.
إيران لم تعد "دولة على عتبة النووي"
وفقًا للتقرير، فإن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن إيران لم تعد تُصنَّف كدولة قريبة من إنتاج السلاح النووي. وذكر مصدر إسرائيلي أن طهران تحتاج الآن إلى ما بين عام إلى عامين على الأقل لتتمكن من تصنيع قنبلة نووية قابلة للإطلاق، بافتراض قدرتها على مواصلة العمل في الخفاء. ومع ذلك، لم يستبعد المصدر سيناريو تحاول فيه إيران إجراء تجربة على قنبلة بدائية خلال فترة أقصر، وهو سيناريو قالت إسرائيل إنها مستعدة لإفشاله مسبقًا.
أبرز المواقع المستهدفة
كجزء من العملية المشتركة، نفذت إسرائيل والولايات المتحدة هجمات على مواقع حساسة في نطنز، فوردو وأصفهان. وقال المصدر الإسرائيلي إن تلك المواقع إما دُمّرت بالكامل أو خرجت عن الخدمة، بما في ذلك منشأة لتحويل اليورانيوم إلى مواد قابلة للاستخدام في صناعة الأسلحة النووية. وتم تدمير موقع سري آخر كان يحتوي على نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب.
تدخل أمريكي في اللحظات الأخيرة
أوضح التقرير أن العملية العسكرية كانت مبرمجة على مراحل، وكان من المخطط أن تُختتم بمرحلة أخيرة تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني. لكن، ووفقًا للمصادر، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف إطلاق النار بعد تحقيق الأهداف الرئيسية، خاصة عقب الضربة الأمريكية الكبيرة التي استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك أُطلقت من طائرات B-2 وسفن حربية أمريكية.
ضربة استباقية أحبطت هجومًا مضادًا
في ختام التقرير، نُقل عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل نجحت خلال العملية في تدمير نحو نصف ترسانة إيران الصاروخية الباليستية – والتي كانت تضم حوالي 3,000 صاروخ – إضافة إلى تدمير نحو 80% من 500 منصة إطلاق. وتقدّر إسرائيل أن الضربة الاستباقية حالت دون تنفيذ هجوم إيراني واسع كان من الممكن أن يُسبب أضرارًا جسيمة داخل الأراضي الإسرائيلية.
لكن في الوقت نفسه، تفاجأت إسرائيل – بحسب المصدر – بوجود ترسانة إيرانية أكبر من المتوقع من الصواريخ العاملة بالوقود الصلب، وهي صواريخ يصعب اعتراضها خلال الطيران. وأشار إلى أنه لو تأخرت العملية، لكانت النتائج على إسرائيل أكثر كارثية.