افتتحت المدارس في مختلف أنحاء البلاد صباح اليوم (الثلاثاء) يومها التعليمي بحصة مخصصة للتوعية ضد العنف، وذلك في أعقاب الجريمة المروعة التي شهدتها إحدى مدارس كفر قرع أمس، وأسفرت عن مقتل الطالب محمد حسين مرازقة (17 عامًا) إثر طعنه من قبل طالب آخر داخل المدرسة.
د. سماح أيوب : العنوان كان على الحائط ووزارة التربية تتحمّل المسؤولية
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:51
الواقعة التي وُصفت بأنها "سابقة خطيرة في تاريخ المؤسسات التربوية" هزّت المجتمع العربي والإسرائيلي على حد سواء، وأعادت فتح النقاش حول تفشي ظواهر العنف داخل المدارس وتأثيرها العميق على البيئة التعليمية.
د. أيوب: "العنوان كان على الحائط.ووزارة التربية مصدومة مما كان يجب أن تتوقعه"
وفي حديث خاص لـ"راديو الناس"، قالت د. سماح أيوب، مديرة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، إن ما حدث لم يكن مفاجئًا لمن يتابع الأوضاع في جهاز التعليم العربي. وأضافت:"الوزارة تقول إنها مصدومة، وأنا بدوري مصدومة من صدمتها. العنوان كان واضحًا على الحائط منذ فترة طويلة. لقد حذّرنا مرارًا من تزايد مظاهر الغليان داخل المدارس، وطالبنا بخطة وقائية متكاملة تشمل ميزانيات ومرافقة مهنية للطواقم التربوية، لكن لم يتم التعامل مع التحذيرات بجدية."
وأكدت أيوب أن وزارة التربية والتعليم تتحمّل المسؤولية الكاملة عمّا جرى، مشيرة إلى أن العنف الذي اقتحم المدارس "هو امتداد طبيعي للعنف المجتمعي الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني في الداخل منذ سنوات".
نقد لردّ الوزارة: "ساعة توعية لا تكفي"
وعلّقت د. أيوب على توجيه وزير التربية بتخصيص الحصة الأولى للحديث عن ظاهرة العنف قائلة:"لا يمكن أن نواجه كارثة من هذا النوع بساعة توعية واحدة. نحن أمام واقع يحتاج إلى خطط تربوية ونفسية عميقة، لا إلى ردود فعل آنية. فالطالب القاتل والطالب المقتول كلاهما ضحايا منظومة تفتقر إلى الدعم والاحتواء."
كما انتقدت ما وصفته بـ"النهج الضيق في تقييم المدارس على أساس التحصيلات والعلامات"، مؤكدة أن تجاهل الجانب النفسي والاجتماعي للطلاب والمعلمين خلق فجوة خطيرة داخل جهاز التعليم العربي.
لجنة متابعة التعليم العربي تبحث المسار القانوني
وكشفت د. أيوب أن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي تدرس فتح مسار قانوني لمساءلة الجهات الرسمية المعنية، قائلة:"نحن بصدد دراسة قانونية لمساءلة كل من تجاهل التحذيرات المسبقة. كانت هناك إشارات واضحة إلى حالة غليان في المدرسة وفي المجتمع عمومًا، وكان يمكن تفادي ما حدث."
وأوضحت أن اللجنة تعمل بالتنسيق مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية واللجنة القطرية لأولياء أمور الطلاب العرب لإعداد برامج دعم ومرافقة للطواقم التربوية، وتعزيز مكانة الطالب داخل العملية التعليمية.
نحو مقاربة شاملة لمواجهة العنف
واختتمت د. أيوب حديثها بالتأكيد على أن الحل يبدأ من "إعادة بناء الثقة داخل المدارس وتثبيت مكانة الطالب والمعلم كشريكين في بناء بيئة تربوية آمنة"، مضيفة:"نحن أمام جيل يعيش ضغوطًا مضاعفة؛ بين الحرب والعنف والمنافسة التعليمية والضغط النفسي. علينا أن نعطيه صوتًا ومساحة للتعبير بدل أن ننتظر أن يتحدث بالسلاح."
يُذكر أن جريمة القتل التي وقعت أمس داخل مدرسة في كفر قرع أثارت حالة من الصدمة العارمة في أوساط الأهالي والطلاب والطواقم التربوية. وقد أعلنت المدارس العربية يوم حداد شامل، في حين أكدت وزارة التربية والتعليم أن فرقها المهنية تتابع الحادثة عن قرب، مشيرة إلى عقد اجتماع اليوم بين المدير العام للوزارة وإدارة المدرسة وطواقمها لمناقشة سبل التعامل مع تداعيات الحادث.




