ذكرت تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية أنّ البيت الأبيض يدرس إسناد دور رئيسي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في إدارة ترتيبات ما بعد الحرب في قطاع غزة. وأوضح مسؤولون أميركيون أنّ الأمر لا يزال ضمن عدة خيارات قيد البحث، ويتطلب موافقات واسعة، وفي مقدمتها موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة حماس على مسارات تشمل إطلاق سراح محتجزين والتزاماً بخطوات نزع سلاح.
وبحسب وول ستريت جورنال، تبحث الإدارة الأميركية إنشاء كيان دولي بعنوان «السلطة الدولية لمعابر غزة» (GITA) يعمل لعدة سنوات بدعم وتمويل من دول عربية وبالتنسيق مع الأمم المتحدة. وتضمّ هذه السلطة تكنوقراطاً فلسطينيين، على أن تُسند الجوانب الأمنية إلى قوة حفظ سلام بقيادة عربية، بهدف تثبيت الاستقرار وإطلاق عملية الإعمار تمهيداً لتسليم الإدارة لاحقاً إلى قيادة فلسطينية محلية. ويرجَّح أن يتولى بلير (72 عاماً) رئاسة الكيان أو يلعب دور مشرفٍ بصلاحيات جزئية.
مبادرة ترامب
وتتلاقى هذه الأفكار، وفق التقارير، مع تصوّر طرحه فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يرى في بلير شخصية قادرة على قيادة المرحلة. وقد شارك بلير في اجتماع موسّع بالبيت الأبيض حول مستقبل غزة، ويكثّف منذ أشهر تحركاتٍ خلف الكواليس ولقاءاتٍ مع قادة عرب؛ إذ اجتمع في أغسطس الماضي بترامب ومستشاريه، ويحظى بدعم من الإمارات ويجري محادثات مع السعودية.
ويحمل بلير سجلاً مرتبطاً بملفات السلام؛ فقد شغل بين عامي 2007 و2015 منصب مبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، كما ارتبط اسمه قبل ذلك باتفاق السلام في إيرلندا الشمالية. ولم يصدر عنه حتى الآن تعليق رسمي بشأن الدور المطروح.
انقسام الآراء
على صعيد التقديرات، انقسمت آراء الخبراء في بريطانيا: فـسانام وكيل من «تشاتام هاوس» رأت أنّه «سيكون لاعباً محورياً إذا أبصرت الخطة النور، من دون جزم بأنه سيدير غزة مباشرة»، بينما وصف الوزير البريطاني الأسبق مالكوم ريفكيند المنصبَ بـ«الكأس المُسمّمة»، معرباً عن شكوكه في قبول بلير دوراً تنفيذياً مباشراً.



