أثارت صور عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة العالقين في مطار جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا موجة واسعة من التساؤلات، بعدما تبيّن أن وصولهم تم عبر جهات غير معروفة تعمل تحت غطاء “جمعيات إنسانية”. وفي الوقت الذي تتحدث فيه مصادر فلسطينية وإسرائيلية عن محاولات تهجير منظمة، تكشّفت تفاصيل جديدة حول طبيعة هذه الشبكات ومسار الرحلات الغامضة التي خرج عبرها المواطنون.
مسؤول في Gift of Givers: وصول الغزيين إلى جنوب أفريقيا تم دون أي تنسيق رسمي
هذا النهار مع فراس خطيب وسناء حمود
05:15
رحلة مفاجئة بلا تنسيق ولا معلومات
بحسب إفادة إبراهيم، المسؤول الإعلامي في مؤسسة Gift of Givers التي استقبلت الفلسطينيين في جنوب أفريقيا، فإن القصة بدأت في 28 أكتوبر حين وصلت طائرة تقل نحو 180 فلسطينياً إلى مطار أور تامبو في جوهانسبرغ، بعد أن غادرت من مطار رامون مروراً بنيروبي.
وأوضح إبراهيم في حديثه لراديو الناس، أنّ وصول هذا العدد الكبير تم دون علم السلطات المحلية أو المؤسسات الناشطة في دعم القضية الفلسطينية، الأمر الذي أثار حالة من الاستغراب والقلق، خاصة في ظل إغلاق معابر غزة أمام الخروج باستثناء الحالات الطبية وبترتيب دولي معروف.
وأضاف أن المعلومات التي جُمعت لاحقًا كشفت أن الرحلة تم ترتيبها عبر جهة غير مسجلة تدّعي العمل الإنساني، ونشرت روابط تسجيل سرية. وبعد قبول الطلبات، جرى إخراج المسافرين عبر معبر إيرز إلى مطار رامون “في ظروف مجهولة”، دون إبلاغهم بوجهتهم النهائية أو طبيعة الرحلة، بل سُمح لهم فقط بحقيبة صغيرة.
وصول غام وتحقيقات حول “الاتجار بالبشر”
عند وصول المسافرين إلى جنوب أفريقيا، تبيّن أن عملية نقلهم وتوزيعهم على أماكن إقامة مختلفة تمت بطريقة عشوائية، ما دفع وزارة الخارجية الجنوب أفريقية إلى فتح تحقيق، وسط حديث عن استخدام مصطلحات مثل الاتجار بالبشر (Trafficking).
وأشار إبراهيم إلى أنّ بعض هذه العائلات واصل طريقه لاحقاً إلى دول أخرى مثل عُمان وماليزيا وإندونيسيا، فيما بقيت مجموعات أخرى داخل جنوب أفريقيا.
وأكد أن من بقي في البلاد يمكنه تقديم طلب لجوء قانوني، وأن السلطات تعاملت مع آخر دفعة وصلت باعتبارهم “زواراً”، وهو ما أدّى إلى مشاكل في الإجراءات بسبب غياب تذاكر العودة وعدم وجود أختام مغادرة من مطار رامون.
عبير أيوب: مؤسسة وهمية تقف وراء تهجير الغزيين عبر رحلات سرّية إلى دول بعيدة
هذا النهار مع فراس خطيب وسناء حمود
07:15
الصحافية عبير أيوب: هذه “منظومة تهجير” تعمل بسرية عالية
الصحافية عبير أيوب، وهي أول من كشف عن هذه الظاهرة قبل أشهر، أكدت أنها بدأت تتقصّى الموضوع منذ 27 مايو حين ظهرت أول رحلة من غزة إلى ماليزيا وإندونيسيا. وقالت إن أهالي المسافرين أكدوا أنهم ليسوا مرضى ولا طلاباً، ما أثار شكوكها.
وتوصلت أيوب إلى رابط تسجيل “سري” لجهة تدّعي أنها مؤسسة ألمانية تعمل منذ 2010. إلا أنّ تحقيقها كشف أن:
- الموقع الإلكتروني مزيف بالكامل
- الصور المستخدمة وهمية
- المؤسسة غير موجودة في السجلات الرسمية
- الجهة الأساسية وراء الموقع مرتبطة بشخص يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والإستونية
وتقول أيوب إن عددًا من الرحلات تم بالفعل بين مايو وأكتوبر إلى وجهات “عشوائية”، وإن تحديد وجهة المسافرين لا يتم بالتنسيق مع الدول المستقبِلة، بل وفق ظروف تتعلّق بقدرة الطائرة وتأشيرات الدخول.
كما كشفت أن الرحلة الأخيرة، والتي أثارت الضجة في جنوب أفريقيا، انقسمت إلى مجموعتين لأن الطائرة المستأجرة لم تتسع لـ300 شخص، فسافر 157 مسافراً في 27 أكتوبر، ووصل الباقون بعد أسبوعين.
رحلات مجهولة وركاب لا يعرفون وجهتهم
ووفقًا لأيوب، فإن العديد من المسافرين لم يعرفوا وجهتهم الحقيقية إلا عند وصولهم إلى كينيا حيث ظهر اسم جنوب أفريقيا على بطاقة الصعود للطائرة (Boarding Pass). وأضافت:
“تخيل أنك تركب طائرة لا تعرف إلى أين ستأخذك… المهم فقط أن تغادر الحرب”.




