قررت محكمة الصلح في الخضيرة تمديد اعتقال القيادي في حركة "أبناء البلد"، رجا إغبارية، حتى يوم الثلاثاء المقبل، بعد اعتقاله من منزله في أم الفحم في ظل غموض يلف خلفية الاعتقال، وسط انتقادات من الحركة التي اعتبرت الأمر استهدافًا ممنهجًا للقيادات الوطنية في الداخل الفلسطيني.
اتهامات مبهمة واستنكار للاعتقال
وقال لؤي الخطيب، عضو حركة أبناء البلد، إن "هناك استهدافًا واضحًا للقيادات الوطنية في الداخل الفلسطيني، واعتقال رجا إغبارية بهذه الطريقة هو استمرار لنهج قمعي ضد رموز الجماهير الفلسطينية". وأضاف أن الحركة تستغرب هذا الاعتقال، لا سيما في ظل التلميحات إلى شبهات متعلقة بـ"التواصل مع عميل أجنبي"، متهمًا السلطات باستغلال هذا البند لتجريم أي نشاط سياسي لفلسطينيي الداخل.
لؤي الخطيب، عضو حركة أبناء البلد
منع التواصل وتهديد النشاط السياسي
الخطيب أشار إلى أن "إسرائيل تسعى من خلال هذه الاعتقالات إلى منع أي تواصل مع الشعوب العربية أو مع أبناء شعبنا في غزة والضفة الغربية، وقد تم اعتقال المئات من الشباب والقيادات الفلسطينية بذريعة مماثلة". وأضاف أن ما يحدث هو محاولة واضحة لقمع أي طموح سياسي للفلسطينيين في الداخل، خاصة في ظل تصاعد الاعتقالات الإدارية وتضييق الحيز السياسي، مشددًا على أن حركة أبناء البلد ستواصل دعمها ونضالها رغم ما وصفه بثمن هذا الموقف.
اعتُقل إغبارية فجر اليوم بعد مداهمة منزله وتفتيشه، حيث صادرت الشرطة هواتف وأجهزة إلكترونية وأعلامًا. أعربت جهات حقوقية وسياسية عن استنكارها لاعتقال إغبارية.
الجبهة، الحزب الشيوعي والتجمع الوطني: اعتقال رجا إغبارية ملاحقة سياسية ويجب الإفراج عنه فورًا
قال الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة إن اعتقال القيادي في حركة "أبناء البلد" رجا إغبارية، صباح اليوم من منزله في مدينة أم الفحم، هو "اعتداء فظ على العمل السياسي الوطني للجماهير العربية"، بحسب ما جاء في بيان صادر عنهما.
الجبهة: اعتقال تعسفي واستمرار لنهج القمع
وأضاف البيان: "الاعتقال يأتي ضمن ملاحقة فاشية لقيادات العمل الوطني في المجتمع العربي الرافضة للحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية"، مؤكدين أن ما وصفوه بـ"الاعتقال التعسفي" هو خطوة أخرى في "عملية الإسكات القمعي" التي تستهدف القيادات السياسية والإعلامية، وذكر البيان من بينهم الصحفي سعيد حسنين وآخرين ما زالوا قيد الاعتقال.
وطالب الحزب الشيوعي والجبهة بإطلاق سراح رجا إغبارية وكافة المعتقلين فورًا.
التجمع الوطني: اقتحام همجي واعتقال تعسفي
كما أصدر التجمع الوطني الديمقراطي - أم الفحم بيانًا قال فيه: "يدين التجمع الوطني بأشد العبارات، الاقتحام الهمجي الذي نفذته قوات من الشرطة والمخابرات (الشاباك) فجر اليوم، ضد منزل القيادي في حركة أبناء البلد، رجا إغبارية، في مدينة أم الفحم، واقتياده إلى معتقل "كيشون"، بعد تفتيش المنزل ومصادرة بعض محتوياته، دون توضيح الأسباب أو الخلفية القانونية لهذا الاعتقال التعسفي".
وأضاف التجمع في بيانه: "نعتبر هذا الاعتداء استمرارًا لنهج الملاحقة السياسية التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية بحق القيادات الوطنية والحركات السياسية الرافضة للسياسات القمعية، والواقفة بثبات إلى جانب قضايا شعبنا العادلة وحقه في التعبير والتنظيم".
دعوة للتحرك الشعبي رفضًا للاعتقال
وجاء في بيان التجمع أيضًا أن "استهداف رجا إغبارية، وهو من الأصوات البارزة والوطنية المنادية بالحرية والكرامة لشعبنا، يأتي في سياق محاولات الترهيب وإسكات الأصوات الملتزمة بثوابتنا الوطنية"، مؤكدين أن "هذا النهج لن يزيدنا إلا إصرارًا على التمسك بحقنا في العمل السياسي المشروع، ورفض سياسة تكميم الأفواه وقمع الحريات".
وطالب التجمع بالإفراج الفوري عن رجا إغبارية، ودعا الجماهير العربية إلى رفع الصوت عاليًا في وجه هذه الممارسات البوليسية، وتكثيف التحركات الشعبية نصرةً لكرامته وحقوقه.
First published: 15:14, 09.04.25