خبير تربوي: الذكاء الصناعي يولّد الكسل البشري ويمس في إبداع الطلاب

البروفيسور ناجي عباس يحذّر من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في التعليم ويطالب بضوابط واضحة 

2 عرض المعرض
طلاب يتوجهون لمقاعد الدراسة
طلاب يتوجهون لمقاعد الدراسة
طلاب يتوجهون لمقاعد الدراسة
(فلاش 90)
حذّر البروفيسور ناجي عباس، المختص في أساليب ومناهج التعليم الحديث، من المخاطر التي قد تنجم عن الاستخدام المكثف لتقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، مشيراً إلى أنّ هذا الاعتماد قد يُضعف القدرات الإبداعية لدى الطلاب ويولّد ما وصفه بـ"الكسل البشري".
وفي مقابلة مع راديو الناس، قال عباس: "الطالب اليوم يستطيع إنجاز وظيفة بحثية في خمس دقائق أو وقت قصير باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بينما كان الأمر سابقاً يحتاج أياماً وليالٍ لإجراء البحث واستخراج النتائج. هذا الأمر يحدّ من تنمية قدراته الإبداعية والبحثية". وأضاف: "نحن نعيش واقعاً صعباً، حيث يحلّ الذكاء الا
صطناعي أحياناً محل المعلم في تقديم المهارات الأساسية، ما يخلق صعوبات كبيرة للطلاب الذين يعتمدون عليه بشكل كامل".
البروفيسور ناجي عباس يحذّر من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في التعليم
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:52
وأشار عباس إلى أنّ وزارة التربية والتعليم بدأت في السنوات الأخيرة بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن أهداف المدارس وخططها، مؤكداً أنّ هذا التوجه ما يزال يواجه تحديات كبيرة. وقال: "هناك عدد من المعلمين لم يتلقوا إرشادات كافية حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، بينما يعتمد بعض الطلاب كلياً على هذه التقنيات للحصول على إجابات جاهزة".
وأكد أن الحل يكمن في التوجيه الصحيح للطلاب، وليس المنع الكامل. وقال: "يجب دمج هذه الأدوات بشكل محسوب لتكون أداة مكملة للمعلم، لا أن تحل محل الطالب أو المعلم بشكل كامل. علينا أن نميز قدرات الطالب ونقيس ما هو نتاج جهده وما هو نتاج استخدامه للتقنية".

وضع أسس وقوانين للتعامل مع الذكاء الصناعي

2 عرض المعرض
البروفيسور ناجي عباس
البروفيسور ناجي عباس
البروفيسور ناجي عباس
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
وشدد عباس على أهمية وضع "قوانين ودستور داخل كل مدرسة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، مع مشاركة الأهالي في متابعة الاعتماد على هذه التقنيات"، مشيراً إلى أنّ "الأهالي كثيراً ما يربكون العملية التعليمية بسبب اعتماد أبنائهم المفرط على الذكاء الاصطناعي".
وأوضح عباس أنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيداً في تسريع عمليات تحليل البيانات وتقليل الضغوط على المعلم، لكنه لا يمكن أن يحل محل الذكاء البشري في الجوانب الإبداعية والعاطفية. وقال: "الذكاء الاصطناعي لا يستطيع تزويد الطالب بالمشاعر أو تحليل النزاعات بين الطلاب، وهذه الجوانب تبقى مسؤولية المعلم والطالب معاً".
وحذّر الخبير التربوي من عواقب الاستخدام المكثف وغير الموجّه لهذه الأدوات، مؤكداً أنّ "الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى خمول وكسل بشري، ويجعلنا عاجزين عن التمييز بين الطلاب المتفوقين والضعفاء، حتى على مستوى الجامعات".
واقترح عباس استراتيجيات تعليمية متوازنة، تشمل بناء برامج تعليمية صغيرة وألعاباً تفكيرية تعتمد على المجموعات الطلابية، مع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي كمكمّل للأداء التعليمي وليس كبديل كامل. وقال: "يجب أن ندمج هذه الأساليب مع التقنيات الحديثة لتعزيز التعلم الممتع والبحثي، مع الحفاظ على محورية الذكاء البشري في العملية التعليمية".
ويبدو أن موضوع دمج الذكاء الاصطناعي في المدارس سيبقى محور نقاش مستمر، خاصة مع افتتاح العام الدراسي الجديد، حيث ستبرز الحاجة لتطبيق سياسات واضحة تحدّ من سلبيات هذه التقنيات وتحوّلها إلى فرصة تعليمية حقيقية.
First published: 14:10, 17.08.25