"القائمة": ملف يشعل الحرب بين ميتا وغوغل ومايكروسوت على الذكاء الصناعي

"صراع العقول": زوكربيرغ يقود سباقاً شرساً لاستقطاب كبار الباحثين في الذكاء الاصطناعي ويغضب غوغل ومايكروسوفت

1 عرض المعرض
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
(Chatgpt)
كشفت تقارير صحفية أميركية عن حملة تجنيد غير مسبوقة يقودها الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، تهدف إلى استقطاب أبرز العقول في مجال الذكاء الاصطناعي من وادي السيليكون، ولا سيما من شركتي "OpenAI" و"DeepMind" التابعتين لغوغل.
ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فقد عمل زوكربيرغ شخصياً وعلى مدى شهور على إعداد ملف سري أطلق عليه داخليًا اسم "القائمة"، يتضمن أسماء نخبة الباحثين والمهندسين الحاصلين على درجات دكتوراه من جامعات مرموقة، مستخدماً الملف لبناء "مختبر ميتا للذكاء الخارق" (MSL) الذي أُعلن عن تأسيسه هذا الأسبوع.
وتقول المصادر إن زوكربيرغ لا يكتفي بإرسال عروض عمل، بل يتواصل شخصياً مع المرشحين عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف، ويدعوهم إلى لقاءات سرية في منزليه في بالو ألتو وبحيرة تاهو، حيث يعرض عليهم عروضاً مالية ضخمة تصل إلى 300 مليون دولار على مدى أربع سنوات، إضافة إلى موارد حوسبة هائلة وتحديات بحثية واعدة.
وكشف Wired أن هذا "الإغراء المزدوج" الذي يجمع بين المال والمكانة العلمية، جعل العديد من المرشحين يشعرون بأنهم أمام "فرصة لا يمكن رفضها". وأكدت ميتا أنها تسعى لتجنيد نحو 50 من ألمع العقول لقيادة جهود تطوير "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI)، القادر على أداء مهام بشرية معقدة.
ورغم أن شركات عملاقة مثل مايكروسوفت، وأبل، وغوغل، وOpenAI تخوض جميعها سباقاً محموماً في هذا المجال، فإن زوكربيرغ يتميّز بأسلوبه الهجومي والمباشر. وفي سابقة، أعلن هذا الأسبوع عن ضم 11 باحثًا بارزًا إلى مختبره الجديد، بينهم 6 من OpenAI و4 من غوغل وواحد من شركة Anthropic المنافسة.

أزمة في OpenAI والجامعات الكبرى

استراتيجية زوكربيرغ أثارت غضباً واسعاً في أوساط OpenAI، التي خسرت بالفعل العشرات من كبار باحثيها خلال العام والنصف الأخير، بينهم العالم البارز إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك والمدير العلمي السابق، والذي أسس شركة ناشئة جديدة باسم Safe Superintelligence، رفقة دانيال ليفي ودانيال غروس، الأخير يعتبر من أبرز المواهب الإسرائيلية في هذا المجال.
وفي تطور لافت، فقد رفض سوتسكيفر وغروس عروضاً ضخمة من ميتا، كما فعلت أيضاً ميرا موراتي، المديرة السابقة للتكنولوجيا في OpenAI، التي أسست شركة مستقلة ونجحت خلال فترة قصيرة في جذب 19 موظفاً من OpenAI، إضافة إلى آخرين من غوغل وشركات ناشئة بارزة.
وتشهد الجامعات الكبرى مثل MIT، ستانفورد، بيركلي وكارنيغي ميلون، "نزيفاً" متواصلاً في كوادرها البحثية، إذ تنجح شركات التكنولوجيا في جذب الباحثين بموارد ضخمة ومساحات تجريبية غير محدودة، مقابل قدراتهم الفريدة على تطوير نماذج AI فائقة القوة.

المنافسة تتحول إلى صراع وجودي

تشير التقديرات إلى أن أقل من 1000 باحث فقط على مستوى العالم يمتلكون الخبرة الكافية لقيادة هذا النوع من التطوير، معظمهم في الثلاثينات من عمرهم، ويشكّلون شبكة مغلقة يعرف أعضاؤها بعضهم جيداً، ويتنقلون أحياناً ضمن "صفقات جماعية"، أو يساومون شركاتهم لتحسين شروط العمل.
وفي هذا السياق، كشفت The Information أن ميتا نجحت خلال أسبوع واحد في استقطاب سبعة باحثين من OpenAI، بينهم رؤساء فرع الشركة في زيورخ، إضافة إلى باحث من DeepMind. هذا التحرك أثار غضباً كبيراً في OpenAI، حيث وُصف بأنه بمثابة "سرقة منظمة"، بينما قال مدير البحث في الشركة، مارك تشن، في مذكرة داخلية: "كأن أحدهم اقتحم منزلنا وسرق شيئاً عزيزاً".

ردود متباينة وتصريحات غاضبة

في وقت يحاول فيه الرئيس التنفيذي لـOpenAI، سام ألتمان، التقليل من أهمية النزيف البشري، قائلاً إن "المال وحده لا يغري الباحثين الحقيقيين"، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى العكس، حيث تواصل ميتا توسيع مختبرها الجديد، وتستثمر بلا حدود، كما يتبين من صفقة شراء حصة بـ49% في شركة Scale AI مقابل 14 مليار دولار، فقط لضمان قيادة الباحث الشاب ألكسندر وونغ لمشروعها الطموح.
وتسعى شركات كبرى مثل غوغل، مايكروسوفت، أمازون، وأبل، إلى تخصيص ما بين 70 و100 مليار دولار هذا العام وحده في مجال الذكاء الاصطناعي، في ظل سباق تسلّح تكنولوجي لا يعرف هوادة.