أعلن عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم السبت، عن خطط لاستئناف العملية التعليمية في قطاع غزة، بعد توقف طويل بسبب الحرب المستمرة وتداعياتها الإنسانية الكارثية.
وأوضح أبو حسنة أن نحو 300 ألف طالب سيستأنفون تعليمهم في مدارس الأونروا المنتشرة في أنحاء القطاع، مع احتمال ارتفاع العدد خلال الأسابيع المقبلة. وبيّن أن نحو 10 آلاف طالب سيتلقون التعليم الوجاهي في الصفوف الدراسية، فيما سيتم اعتماد التعليم عن بُعد لمعظم الطلبة بسبب الأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول إلى المدارس، بمشاركة 8 آلاف معلم ومعلمة في تنفيذ الخطة التعليمية الجديدة.
التعليم في ظل الدمار والمعاناة
أكد أبو حسنة أن الحرب على غزة لم تتوقف فعلياً رغم إعلان وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن القطاع يعيش تحت ظروف إنسانية قاسية للغاية تتطلب تحركاً عاجلاً لضمان استمرار الحياة التعليمية والإغاثية معاً. وأضاف أن استئناف التعليم يُعد خطوة نفسية وإنسانية مهمة لإعادة الأمل للأطفال في بيئة فقدت فيها المدارس والمنازل والمستشفيات.
أزمة المساعدات: حصار خانق رغم الحاجة
وحذّر المتحدث باسم الأونروا من أن الكميات الحالية من المساعدات غير كافية لمواجهة المجاعة، موضحًا أن هناك نحو 6 آلاف شاحنة محمّلة بمواد غذائية ومستلزمات أساسية تكفي احتياجات القطاع لمدة ثلاثة أشهر، لكن إسرائيل لا تسمح بدخولها.
وأشار إلى أن الشاحنات العالقة تحتوي على مواد غذائية، وأدوية، وأغطية، وألبسة شتوية، ومستلزمات إيواء يحتاجها السكان بشدة، خاصة أن 95% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وقال أبو حسنة:“غزة محاصرة بخمسة معابر، ويمكن لإسرائيل إدخال ألف شاحنة خلال عشر ساعات فقط إذا أرادت ذلك، لكن القيود المفروضة تجعل إدخال المساعدات يسير بوتيرة بطيئة للغاية.”
رسالة صمود وإصرار
تأتي خطة الأونروا في وقتٍ تحاول فيه مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إعادة تفعيل القطاعات الأساسية للحياة في غزة، وفي مقدمتها التعليم، بعد أشهر من الدمار والنزوح الواسع. ويُنظر إلى هذه الخطوة كرسالة صمود وإصرار على استمرار الحياة رغم الحصار والدمار، في ظل تحديات أمنية وإنسانية غير مسبوقة يشهدها القطاع.


