أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن "الوضع هناك غير قابل للاحتمال ويزداد سوءًا يومًا بعد يوم"، على حد تعبيره.
وفي تصريحاته التي نُقلت مساء اليوم الإثنين، قال ستارمر إن حكومته تعمل بالتعاون مع الحلفاء الدوليين من أجل تسريع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مضيفًا: "يجب أن تصل المساعدات بسرعة وبكميات كافية، وهذا لا يحدث حاليًا، ما يؤدي إلى مزيد من الدمار والمعاناة".
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الانتقادات الدولية بشأن تأخر وصول الإغاثة الإنسانية إلى سكان غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية وانهيار البنية التحتية في العديد من المناطق.
الجيش الإسرائيلي يهدم الجدار الخلفي للمستشفى الذي قُتل فيه محمد السنوار
كما وأفادت وسائل إعلام في قطاع غزة، اليوم الإثنين، بأن قوات الجيش الإسرائيلي بدأت بهدم الجدار الخلفي للمستشفى الأوروبي الواقع شرقي مدينة خان يونس، باستخدام جرافات وآليات ثقيلة.
يُشار إلى أن هذا المستشفى هو الموقع الذي أُعلن فيه عن تصفية محمد السنوار، القيادي البارز في حركة حماس وشقيق يحيى السنوار، خلال عملية عسكرية إسرائيلية سابقة في المدينة.
ولم يصدر بعد تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول العملية الجارية في محيط المستشفى، في حين تتواصل التوترات في جنوب القطاع وسط عمليات تمشيط وهدم تنفذها القوات الإسرائيلية في عدد من المواقع.
توزيع أكثر من 20 ألف طرد غذائي في رفح والاستعداد لفتح مراكز إغاثة إضافية شمال غزة
أعلنت مؤسسة GHF للإغاثة، المشغّلة لمراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، اليوم الإثنين، أنها وزّعت 20,160 طردًا غذائيًا في حي تل السلطان بمدينة رفح، جنوب القطاع، ضمن جهود الإغاثة الجارية في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
4 مراكز إضافية
وأكدت المؤسسة في بيانها أنها تستعد لافتتاح أربعة مراكز توزيع إضافية، بعضها في شمال قطاع غزة، بهدف توسيع نطاق المساعدات وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المتضررين من الحرب المستمرة.
ضعط سياسي وعسكري
وتأتي هذه التحركات الإغاثية في وقت يتصاعد فيه الضغط السياسي والعسكري على حماس، بعد رفضها العرض الأميركي الأخير للتوصل إلى اتفاق تهدئة بزعم إسرائيل. رغم إعلانها "الاستعداد الفوري لبدء مفاوضات غير مباشرة". في المقابل، تواصل إسرائيل والإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب التنسيق لتشديد الموقف تجاه قيادة حماس في الدوحة وإسطنبول، في محاولة لدفعها إلى التراجع عن شروطها المتشددة، التي تتضمن وقفًا طويل الأمد للحرب وانسحابًا كاملاً من القطاع.كما قالت مصادر إسرائيلية.
ويبدو أن الأفق السياسي لا يزال مسدودًا، إذ عبّر مسؤول أمني إسرائيلي عن مخاوفه من أن "الانتصار على حماس قد يأتي على حساب حياة العديد من المختطفين"، مؤكدًا أن الخيارات الدبلوماسية بدأت تضيق، ما يضع المنطقة أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا عسكريًا وإنسانيًا.
First published: 12:26, 02.06.25