قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ حركة حماس "جزء صغير من الصفقة الإقليمية في الشرق الأوسط"، محذّرًا من أنّها "إن لم تتصرّف بشكلٍ سليم فسيُقضى عليها".
وأضاف ترامب في حديثه للصحافيين أنّ إسرائيل تملك "الحقّ في الردّ على أيّ اعتداء"، في حين أكد نائبه جاي دي فانس أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ما زال صامدًا رغم الغارات الأخيرة. وقال فانس إنّ "الهدنة صامدة وإن وُجدت مناوشات محدودة"، مشيرًا إلى أنّ الإدارة الأميركية تتوقّع استمرار الهدوء وأنّ "السلام الذي أعلنه الرئيس ترامب سيصمد رغم التحدّيات".
وفي السياق نفسه، نقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تواصل مع جاريد كوشنر بشأن الأوضاع في غزة، مؤكدًا أنّ إسرائيل لا تعتبر غاراتها خرقًا للاتفاق بل "ردًّا على استهداف جنودها"، مشددًا على التزام حكومته بالإطار العام للتهدئة مع "الاحتفاظ بحقّ الردّ".
60 قتيلا بغارات على غزة
ميدانيا، أعلنت حماس تأجيل تسليم جثامين عثرت عليها يوم أمس بسبب تجدد الغارات الإسرائيلية، موضحة أنّها عثرت على جثتين لمحتجزين إسرائيليين في أحد الأنفاق. واتّهم قيادي في الحركة إسرائيل بـ"منع فرق الصليب الأحمر من دخول شرق غزة وتعطيل عمليات البحث عن الجثث عمدًا".
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي بنيران أُطلقت على قوة كانت تعمل على تدمير نفق قرب رفح، وأشار إلى أنّه وسّع نطاق سيطرته داخل القطاع ردًّا على الحادث. وقال وزير الأمن يسرائيل كاتس إنّ حماس "ستدفع ثمنًا باهظًا" على خرق الاتفاق، بينما أكّد مكتب رئيس الوزراء أنّ الغارات الأخيرة جاءت بتوجيه من نتنياهو ردًّا على ما وصفه بـ"خروقات حماس للهدنة".
من جانبها، نفت حماس مسؤوليتها عن حادث إطلاق النار في رفح، وأكّدت التزامها بالاتفاق، معتبرة أنّ القصف الإسرائيلي "انتهاك صارخ" للهدنة، ودعت الوسطاء للتدخّل العاجل.
وذكرت مصادر طبية في غزة أنّ الغارات الإسرائيلية على غزة وخان يونس ورفح أسفرت عن مقتل 60 فلسطينيًا بينهم 20 طفلًا، وتسببت بدمار واسع وعشرات الإصابات.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنّ الجيش الإسرائيلي ارتكب 125 خرقًا للاتفاق منذ سريانه، ما أدى إلى مقتل 94 فلسطينيًا وإصابة المئات، مبيّنًا أنّ الخروقات شملت 52 عملية إطلاق نار و9 توغلات داخل الأحياء السكنية.
وفي تطوّر ميداني آخر، أعلنت إسرائيل رفع حالة الطوارئ الخاصة في الجبهة الداخلية بمنطقة غلاف غزة للمرة الأولى منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعد تقييم أمني وافق عليه وزير الأمن كاتس.
سوريا: نداء للتحقيق في "الجرائم ضد الدروز"
وجّه الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف وغرفة الطوارئ التابعة للطائفة، نداءً إلى الأمم المتحدة للتحقيق في ما وصفوه بـ"الجرائم ضد الدروز" في محافظة السويداء السورية.
وأشار البيان إلى مقتل أكثر من 2000 درزي منذ تموز/يوليو الماضي، وخطف أو فقدان 600 شخص، ونزوح نحو 220 ألفًا، معتبرًا ما يجري "جرائم حرب وإبادة جماعية"، وفق نص النداء.
جرائم وعنف متواصلة في المجتمع العربي
محليا، في عرعرة المثلث، شُيّع مساء أمس جثمان الطالب محمد حسين مرازقة الذي قُتل طعنًا داخل مدرسة في كفر قرع. وشارك المئات من الأهالي وطلاب المدرسة في الجنازة، حيث عبّر أحد أصدقاء المرحوم في حديث لراديو الناس عن حزنه وقلقه من تصاعد العنف داخل المؤسسات التعليمية.
وعقد مجلس عارة – عرعرة المحلي اجتماعًا طارئًا حضره رئيس المجلس د. نزار أبو عقل، وأعضاء المجلس، ومديرو المدارس وممثلون عن وزارة التربية. ودعا أبو عقل إلى خطوات جادّة لمكافحة العنف وتزويد المدارس بوسائل تفتيش عند المداخل لمنع إدخال الأسلحة، مطالبًا بدعم حكومي عاجل.
وفي مدينة عرّابة، شارك الآلاف في تشييع الشاب قاسم محمود عاصلة ضحية جريمة القتل التي وقعت قبل يومين، فيما أعلنت لجنة المتابعة العليا والبلدية عن مظاهرة قطرية يوم السبت المقبل، وتخصيص اليوم الدراسي للتوعية بمخاطر الجريمة والعنف.
عودة يؤكد اعتزاله العمل البرلماني
وفي سياق سياسي آخر، أعلن النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، اعتزاله العمل البرلماني وعدم ترشّحه للدورة القادمة في الكنيست، مؤكّدًا أنّه سيواصل نشاطه العام من خلال حلقات حوارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال عودة في منشور على فيسبوك: "تجربتي السياسية ليست ملكًا فرديًا، بل ثمرة جماعية يجب نقلها للأجيال القادمة للاستفادة منها ونقدها وتطويرها".