في ظلّ تصاعد حوادث العنف التي طالت بعض المدارس في البلدات العربية، عقدت لجنة أولياء أمور الطلاب في مدينة أم الفحم اجتماعاً طارئاً، شاركت فيه مختلف القوى والمؤسسات الفاعلة في المدينة، لبحث سبل حماية المدارس من مظاهر الجريمة والعنف.
"من يحب بلده لا يمكن أن يؤذيها" | أم الفحم تتوحد ضد الجريمة
المنتصف مع فرات نصار
05:39
وفي حديث لراديو الناس، أوضح أحمد يوسف أسعد، رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في أم الفحم، أن الاجتماع الذي عُقد يوم السبت جاء استجابة لقلق الأهالي إزاء ما يجري، قائلاً: "دعونا إلى اجتماع طارئ وشامل لكل المؤثرين وأصحاب القرار في أم الفحم، من البلدية واللجنة الشعبية ولجان الصلح ومكتب الإصلاح المركزي، وشارك فيه عدد واسع من ممثلي المدارس والمعلمين. لقد خرجنا باقتراحات عملية تهدف لحماية طلابنا ومنع دخول العنف إلى مدارسنا."
وأضاف أسعد أن المشاركين طرحوا جملة من الأفكار والخطوات الملموسة، أبرزها تأسيس مجلس موحد لمكافحة العنف ونشر التسامح في المدينة، قائلاً: "اتفقنا على إقامة مجلس يشمل كل مركّبات أم الفحم: اللجنة الشعبية، لجان أولياء الأمور، لجان الصلح، والبلدية، ليعمل على مواجهة العنف بشكل منظّم ومجتمعي، وينشر قيم التسامح والانتماء."
وأشار أسعد إلى أن تعزيز الانتماء المدرسي والمجتمعي من أبرز الأولويات، قائلاً: "نريد أن نزرع حب أم الفحم في قلوب طلابنا، فحين يحب الإنسان بلده لا يمكن أن يؤذيها. سنُدخل إلى المدارس برامج لتعزيز الانتماء الوطني والاجتماعي، لأن الانتماء هو السدّ الأول أمام العنف."
كما تحدّث أسعد عن مبادرة أُطلق عليها اسم "صرخة مدارسنا"، موضحاً أنها تهدف إلى نشر الوعي والتربية على التسامح بين الأهالي والطلاب على حدّ سواء: "صرخة مدارسنا ستكون حملة توعوية للأهالي حول كيفية التعامل مع الأبناء في مراحل المراهقة والطفولة، ونبذ العنف من البيت أولاً قبل المدرسة. الشراكة بين الأهل والمدرسة يجب أن تكون إيجابية وبنّاءة، وليست علاقة خوف أو اتهام متبادل."
وشدّد أسعد على ضرورة رفع مكانة المعلم وحماية هيبته، باعتباره أحد ركائز التربية والانضباط داخل المدرسة، قائلاً: "كثرة الاعتداءات على المعلمين أمر مرفوض تماماً، ويجب أن نستعيد للمعلم مكانته وصلاحياته التربوية. للأسف، هناك مدارس تخشى من ردود فعل بعض الأهالي، وهذا يضعف سلطة التربية والانضباط. نحن كلجنة أولياء أمور نحمل الأهالي مسؤولية كبرى في هذا الجانب."
ولم يَغِب عن الاجتماع الحديث عن دور الإعلام في تناول قضايا العنف، إذ دعا أسعد وسائل الإعلام إلى الموازنة بين نقل الواقع وبين الحفاظ على الوعي الجمعي الإيجابي، قائلاً: "الصحافة مرآة المجتمع، وعليها مسؤولية كبيرة. يجب أن تسلّط الضوء أيضاً على الجوانب المشرقة في أم الفحم، مثل تميّز مدارسنا ونجاحات طلابنا، لا أن تكتفي بالأخبار السلبية. نحن بحاجة إلى خطاب إعلامي يزرع الأمل، لا الخوف."
وختم أسعد حديثه بالتأكيد على أن المجلس الجديد لمكافحة العنف سيبدأ عمله قريباً، من خلال بلورة خطة تنفيذية تضمّ مشاريع ومبادرات تربوية ومجتمعية، مضيفاً: "نحن الآن في مرحلة تأسيس المجلس والهيئة، وبعد اكتمالها سنباشر بتنفيذ الاقتراحات والمبادرات على أرض الواقع. هدفنا أن تبقى مدارسنا أماكن آمنة، ومجتمعنا نموذجاً في التربية والتسامح."
وأكد في ختام حديثه: "هذه ليست مسؤولية لجنة أو بلدية فقط، بل مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل فرد في أم الفحم. إذا توحّدنا، سننجح في حماية أبنائنا ومستقبلهم."


