كشف مسؤولون إسرائيليون أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أبلغ المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، عن رغبته في بدء مفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، بوساطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بهدف التوصل إلى سلسلة اتفاقات أمنية وسياسية، تبدأ باتفاق محدث يستند إلى اتفاق فصل القوات لعام 1974.
وبحسب المصادر، ترى إسرائيل أن التقارب الأخير بين الولايات المتحدة وسوريا يشكل "نافذة فرصة" يجب استغلالها، خاصة بعد اللقاء الأخيرالذي جمع الرئيس ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الشهر الماضي في الرياض، والذي انتهى بإعلان رفع العقوبات عن دمشق.
تحولات في الميدان والسياسة
يشار إلى أنه بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، شنت إسرائيل سلسلة ضربات جوية استهدفت ما تبقى من القوة الجوية السورية والدفاعات الصاروخية والبحرية، وسيطرت على مناطق عازلة وأراضٍ داخل سوريا.
وذكرت تقارير اسرائيلية أن إسرائيل بدأت اتصالات غير مباشرة مع نظام الشرع عبر دول ثالثة، وتطورت لاحقًا إلى لقاءات سرية مباشرة.
مسؤول إسرائيلي رفيع قال إن الشرع "أقل تطرفًا" مما خشيته إسرائيل، ولا يتلقى تعليمات من أنقرة، مضيفًا: "من الأفضل لنا أن تكون سوريا قريبة من واشنطن والرياض".
زيارة المبعوث الأميركي وتطور الاتصالات
في غضون ذلك، زار المبعوث توم براك إسرائيل الأسبوع الماضي، وتجوّل مع مسؤولين إسرائيليين على الحدود مع سوريا، بما في ذلك منطقة جبل الشيخ التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي بعد انهيار النظام السابق. وقبل ذلك بأيام، زار براك دمشق وأعاد فتح مقر السفارة الأميركية هناك، وقال إن الصراع السوري–الإسرائيلي "قابل للحل"، داعيًا إلى البدء باتفاق عدم اعتداء.
من جانبه، أبلغه نتنياهو أنه يسعى لاستثمار الزخم الناتج عن لقاء ترامب–الشرع، ويفضل التقدم سريعًا نحو اتفاق أمني محدث يستند إلى اتفاق 1974، يليه اتفاق سلام كامل.
شروط إسرائيل وحدودها
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، أوضحت تل أبيب لبراك أن لديها "خطوطًا حمراء" لأي تفاهم مع سوريا، تشمل: منع أي وجود عسكري تركي، رفض عودة الإيرانيين أو حزب الله، والمطالبة بمنطقة منزوعة السلاح من جنوب دمشق حتى حدود إسرائيل.
كما ترغب إسرائيل بمشاركة قوات أميركية في مراقبة الحدود، ضمن إطار قوة الأمم المتحدة، في حال التوصل لاتفاق مستقبلي.
ملف الجولان على الطاولة مجددًا
ويُتوقع أن تثير الحكومة السورية الجديدة مسألة هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وفي جميع جولات التفاوض السابقة، طالب النظام السوري بانسحاب كامل مقابل اتفاق سلام. وفي حين اعترف ترامب بالجولان كجزء من إسرائيل، لم تتراجع إدارة بايدن عن هذا الاعتراف.