الجيش ينسحب من غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ رسميًا، وفقًا للتفاهمات التي تم التوصل إليها بوساطة دولية خلال الأيام الماضية.
وبحسب البيان، توقفت العمليات العسكرية في قطاع غزة اعتبارًا من الساعة المحددة في الاتفاق، على أن تبدأ مرحلة تنفيذ بنود التهدئة والتبادل خلال الساعات المقبلة، تحت إشراف جهات مراقبة دولية.
وأكد الجيش أنه سيبقى في حالة تأهب تحسبًا لأي خروقات محتملة، مشيرًا إلى أن "الهدوء الميداني هو شرط أساسي لاستمرار تنفيذ الاتفاق".
من جانبها، رحبت عدة أطراف دولية بدخول الهدنة حيز التنفيذ، معتبرة ذلك خطوة أولى نحو تثبيت وقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف لاستئناف الجهود السياسية الرامية إلى إنهاء النزاع.
وكان قد بدأ الجيش الإسرائيلي صباح اليوم (الجمعة) تنفيذ عملية انسحاب تدريجية من داخل قطاع غزة، بالتزامن مع تنفيذ ضربات جوية مكثفة لتأمين تحركات القوات في الميدان، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحماس بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.
انسحاب تكتيكي إلى مواقع مسيطرة
وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن القوات التي كانت تنفذ عملياتها في مدينة غزة ومخيم الشاطئ ومناطق وسط القطاع بدأت بالتحرك نحو ما وُصف بـ"نقاط مسيطرة ومختارة"، تتيح حماية فعّالة ومأمونة للجنود خلال عملية إعادة الانتشار.
وقال مصدر عسكري لوسائل الإعلام:"تجري عملية الانسحاب بحذر شديد، وهي عملية حساسة ومعقّدة، ولن نأخذ أي مخاطر ميدانية قد تهدد حياة الجنود".
وأشارت التقارير إلى أن أعمدة الدخان تصاعدت صباح اليوم في عدد من مناطق القطاع عقب تنفيذ الغارات الجوية التي رافقت انسحاب القوات، فيما سُمع إطلاق نار متقطع من أسلحة رشاشة. وأوضح متحدث عسكري أن القوات فتحت النار بعد رصد تحركات مشبوهة قرب مواقعها خشية محاولات استهدافها خلال الانسحاب.
تقليص تدريجي للقوات في الميدان
في إطار تنفيذ اتفاق الهدنة، أعلن الجيش أنه بدأ بتقليص عدد الوحدات المشاركة في العمليات داخل القطاع.
وأكدت التقارير أن قوات لواء جولاني كانت من بين أولى الوحدات التي غادرت غزة صباح اليوم، إلى جانب فرق قتالية أخرى.
قصف الليلة الماضية وسقوط ضحايا
وفي وقت سابق من مساء الخميس، استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى في حي الصبرة بمدينة غزة، ما أسفر — بحسب مصادر طبية في القطاع — عن مقتل شخصين وفقدان أكثر من 70 آخرين يُعتقد أنهم ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي المقابل، أعلنت حماس في بيان رسمي أن القصف الإسرائيلي "يشكل مجزرة جديدة تهدف إلى عرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ونسف جهود الوسطاء"، مشددة على أن ما جرى "يكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل التي تواصل استهداف المدنيين حتى اللحظة الأخيرة".
اتهامات متبادلة وتصعيد سياسي
وجاءت هذه التطورات بينما تواصل الأطراف الدولية الضغط لتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ بنود الاتفاق، وسط قلق من تجدد التصعيد إذا لم تُستكمل عملية تبادل المحتجزين وإدخال المساعدات وفق الجدول الزمني المتفق عليه.
First published: 09:07, 10.10.25




